المحلوب
يعاتبني بعض المسؤولين بانني ( شادها كثير ) ضد الحكومة ..ويقولون لي بالحرف: وَلْ ؛ الحكومة ما إلها عندك ولا حسنة ..!! ومع إنني لا أحب طريقة الطرح هذه ..ولا أحب أن أدافع عن نفسي بطريقة الإجابة عن الأسئلة ..إلا إنني أعي بأن الحُكم لا يُقاد بالنوايا الحسنة ..فقد يكون كل المسؤولين نيّاتهم حسنة في كل أفعالهم ..ولكنّ أفعالهم سوداء ..وكل هذا السواد لن ينتج عنه بياض ..!
الحكومة دائما في حالة ( أخذ ) ..و المواطن دائما في حالة ( عطاء ) ..أعطوني مسؤولاً واحداً ضاقت به الدنيا ذات يوم على ( رغيف خبز ) ..وأعطوني مواطناً محلوباً واحداً لم يصحُ من نومه وهو يفكّر بكيف يوفّر ( رغيف خبز ) ..!
أعطوني حكومة واحدة لم تُصدر حُزمة من القوانين وتدّعي أنها( كلها لصالح المواطن ) ..وعند تطبيق هذه القوانين يتحوّل المواطن المحلوب إلى ( مواطن ممصوص ) ..!! أعطوني قراراً حكوميّاً واحداً ؛ واحداً فقط لمس فيه المواطن المحلوب أنه سينتعش ..بينما أعطوني قراراً حكومياً واحدا لم يغرق فيه المواطن المحلوب في الحلب أكثر ..!
هنا المُعضلة أيها الباحثون عن الوجع و المعادلة ..لم تأتِ تلك الحكومة بعد التي تسهم في أرزاق الناس بشكل مباشر ..لم تأتِ تلك الحكومة بعد التي لا تدخل الناس في دوامة الحساب في كيفيّة الجمع و الطرح و القسمة و الجذر التربيعي و التكعيبي و الجتا و الظتا كي يصل المواطن إلى نتيجة أن لقمته متوفرة ..الناس لا تريد من الحساب إلا «واحد زائد واحد يساوي اثنين» ..!!
المواطن المحلوب لا يطالب بالشبرقة الآن ..لا يريد ويك إند ..يريد فقط من يقطع كل الأيادي التي تمتد إليه و ما زالت تحلبه حتى خرج الدم بدل الحليب من ضرعه الذي غار في عظمه و صار مواطناً بلا ثديين ..! ( الدستور )
