مع الفريق الاقتصادي
التقينا الفريق الاقتصادي في الحكومة وزير المالية والنقل والتخطيط وقد حضر اللقاء وقدمه وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام..
كان اللقاء في بيت الصحفيين وقد حرص نقيب الصحفيين على تكريس الدور المهني للنقابة بزرع المزيد من المعلومات في حقلها فإن لم يذهب الصحفيون يأتي المسؤولون وهي خطوة اتمنى استمرار تقاليدها في اطار استعادة نقابة الصحفيين لدورها وتأكيد حضورها..
أقدر المرارة وحتى الغضب في أسئلة بعض الصحفيين عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والبحث عن حلول لها فهم معذورون لانهم يخرجون من الشارع ويعودون اليه ويحملون همه ويسألون نيابة عنه..
وأقدر للفريق الوزاري أنه لا يستطيع أن يغرف من بحر المشاكل بطاقية كما يقولون ولكن عيوننا على الخشبة وحتى على القشة التي بايديهم ونراهن أننا وهم وكل الأردنيين المحبين لوطنهم والحريصين عليه قبلنا أن نعبر هذه المسافة الصعبة الى بر الأمان..
لا يستطيع أحد عاقل أن يقنع المواطنين بان رفع الدعم او حتى التكيف مع العجز في الموازنة يمكن أن يقبله أي مواطن وبالتالي أي مسؤول رغم أننا نعترف أن الضرورات تبيح المحظورات وان الداوء يمكن أن يتناوله المريض حتى مع مرارته وربما مضاعفاته..
مهمة هذه الحكومة ليست سهلة وفريقها الاقتصادي في «بوز المدفع» كما يقولون لكن ما هو الحل؟..انه ليس سحرياً ولا أحد يملكه وليس لنا الا الاصرار على الاصلاح والصبر على مسيرته واقناع كل مؤجل او معطل أن يخرج من الطريق...شعبنا يعاني وقطاعات عدة منه لم تعد تحتمل هذه حقيقة ولكن الحقيقة الأكبر مرارة وسطوعاً هي في القول (صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك) قد لا يجد البعض مساحات للواقعية والتفكير الواقعي ولكن الضرورة كانت أن نستمع للفريق الاقتصادي الذي يعمل الآن في اعتقادي بطريقة أفضل عما كان عليه في حكومات سابقة، فالفريق الاقتصادي أمام تحديات بالغة ووقت قصير ولكن لا يستطيع أحد أن يفكر وهو منفعل او غاضب وانما لا بد من الهدوء وامداد المجموعة بالثقة وتشجيعهم فهم بشر ومكلفون بدور الانقاذ أحببنا أم لم نحب.
كنت سألت امام الموقف الخليجي المتحفظ على تقديم مساعدات مالية مباشرة للخزينة او لإطفاء عجز الموازنة، إن كانت الحكومة قد استعدت للبدائل بتقديم مشاريع يمكن للدول الشقيقة تمويلها مما وعدت به الدول الاربع السعودية والامارات وقطر والكويت بخمسة مليارات على شكل مشاريع..واذا ما كان لدى الحكومة خططٌ أو تصورات جاهزة لتغطية هذا المبلغ الكبير لأن الخشية عندي ان لا تكون الحكومة جاهزة للأسئلة، وأن ما تقدمه من مشاريع قد لا يتجاوز المليار دينار لأن المليارات الخمس لا بد ان تغطي مشاريع قصيرة ومتوسطة وطويلة الاجل، وعما اذا كانت الحكومة في الدراسات والمخططات والجدوى والجاهزية قد استعانت بالقطاع الخاص او الجامعات ومراكز البحث العلمي.
كانت اسئلة سفراء دول الخليج وحتى المسؤولين تتوالى وكنت اعتقد أن الاجابات عندنا غير جاهزة أو محرجة أو منصرفة الى طرق ووسائل أخرى.الا ان وزير المالية السيد سليمان الحافظ فاجأنا جميعا في المؤتمر الصحفي بحمل ملف ضخم جاهز قائلا:هذه هي المشاريع في عناوينها التفصيلية انها جاهزة وأن الدول الشقيقة التي زرناها تحمست لذلك وزاد حماسها أنها رأتنا جادين حتى في ما اتخذناه من خطوات تصحيحية وترشيدية فقد كان مقنعا لهم ذلك وإن كان ذلك صعبا على شعبنا، عاد الوزير ليؤكد ما قلته»صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك». ( الرأي )
