اللاجئون السوريون في الأردن

لكل عربي الحق في أن يجد الأمن والأمان والرعاية في أي بلد عربي، كائنا ما كانت أفكاره وقناعاته إذا لم تترافق مع أي استخدام للعنف أو تعريض البلد الذي يلجأ إليه للخطر ومن ذلك آلاف السوريين سواء الذين تدفقوا إلى الأردن بعد الأزمة الأخيرة في بلادهم، أو الذين يجرى زجهم في ذلك وكانوا يعيشون في الأردن منذ سنوات أو غادروا سورية من دون أن يكونوا مطلوبين لأي سبب كان، سياسيا أو جنائيا.
بالمقابل هناك سفارات ودوائر أجنبية وعربية تحاول التدخل في هذا الموضوع وخلق بؤرة توتر على الحدود السورية الأردنية خاصة في الرمثا ومحيطها وبعض مناطق المفرق....
ولم يعد سرا أن هذه السفارات والدوائر تقوم بذلك مباشرة أو عبر مراسلين معروفين لصحف وفضائيات عربية وأجنبية، بل إن تلفزيون العدو الصهيوني (القناة العاشرة) بث تحقيقا لمراسله من الرمثا مستفيدا من جنسيته المزدوجة (أمريكية أو بريطانية أو كندية أو أسترالية)، حيث تشتهر هذه الدول بالجنسية المزدوجة مع (إسرائيل).
في ضوء ما سبق، ومع حق السوريين علينا جميعا في الرعاية الإنسانية، ثمة سيناريوهات صهيونية وأمريكية ورجعية معروفة تسعى فعلا وقولا لزعزعة (الأمن الوطني الأردني) وزج الأردن في الملف السوري في سياق مقررات هرتزليا الصهيونية (إسرائيل العظمى) من خلال تفجير المنطقة كلها وتصفية القضية الفلسطينية عبر هذه المناخات... وليس بلا معنى ما تداولته مواقع (إسرائيلية) عن محاولات حقيقية لبناء عكار أو طرابلس أخرى على الحدود الأردنية - السورية، علما بأن المنطقة اللبنانية المذكورة بدأت بتجمع أعداد قليلة من السلفيين السوريين قبل أن تفقد السلطات اللبنانية السيطرة عليها عمليا، وأن تتحول أوهام بعض اللبنانيين (بأموال معروفة المصدر) إلى كابوس أمني على أطفالهم وأعمالهم...
انطلاقا من كل ذلك، فالمطلوب من الجميع في المدن والقرى الأردنية القريبة من الحدود السورية، سواء كانوا من الأوساط الرسمية أو الشعبية، عزل هذه المناطق عن الحريق السوري، رأفة بهم وبأطفالهم وبالأمن الوطني. وأن تبادر الجهات المعنية إلى الخطوات التالية:-
1- نقل اللاجئين السوريين من هذه المناطق، وتوزيعهم بصورة كريمة وعدم السماح لهم بأي نشاط سياسي...
2- الطلب من الهيئات الدبلوماسية ومراسلي الوكالات والصحف والفضائيات عدم التدخل في هذه المناطق بصورة مباشرة، وحصر الأمر كله بهيئات أردنية موثوقة.
3- عدم السماح بأي شكل من الأشكال بتحول المناطق الحدودية إلى عكار أخرى، والتعامل مع هذه المسألة بمنتهى الحزم وروح وتقاليد السيادة..
4- ولا معنى لكل ما سبق إذا لم يتم اتباع سياسة محايدة على كل الصعد وعلى الأخص على صعيد نشرات الأخبار الرسمية في الإذاعة والتلفزيون ووكالة بترا. ( العرب اليوم )