خيارات النظام السوري .

الأوضاع في سوريا لن تستمر على ما هي عليه، ولحظة التغيير ستأتي حتى وإن طال وقتها، وهي لحظة ستدفع بسوريا وشعبها إلى واقع جديد، ليس بالضرورة أنه أفضل مما سبقه، حتى من ذاك الذي كان قبل الحالي.
غير أنه سيكون حتما المقدمة اللازمة للتحول إلى نظام حكم من نوع جديد، وسوف يمهد له عبر معمعان من الجدل والنقاش وحتى المواجهات، إلى أن يستقر على حال يخضع له الجميع.
والى أن يتم الوصول إلى تلك النقطة، فإن ما ستخسره سوريا سيكون كثيرا و مكلفا، وليس من وسيلة للحد منه سوى اختصار الوقت بإنجاز الحسم بأسرع ما يمكن. والأمر لن يكون من خلال التحول بالمواجهات المسلحة وتشكيلات الجيش الحر؛ إذ إنه في النهاية اقل امكانية بحدود شاسعة مما لدى الجيش النظامي. ما يعني أن أي حسم لصالح التغيير لن يكون إلا من خلال الشعب لحظة سيطرته على الشارع، ولو انه يتمكن الآن من ذلك لتغير كل مسار الأحداث فورا.
يدرك النظام أن ما يجري ليس مواجهة مع عصابات مسلحة، وان هي موجودة فعلا فإنها الأقل حضورا بالمشهد، وإن الذين يخرجون في مسيرات هم من المدنيين، وأنهم يتحركون في كل مناطق سوريا ولا تكاد تخلو منهم أي قرية، وأن عددهم في تزايد مستمر، وأن قدرة الجيش النظامي على تغطية مناطق الاحتجاج كافة سوف تتآكل تباعا مع كل لحظة تمر، وأن أي مراهنة على الحسم لصالحه غير واردة على الإطلاق.
النماذج المطروحة أمام قوى السلطة في سوريا هي التونسي اولا، والليبي ثانيا، والمصري ثالثا، ويليه اليمني، أما العراقي فما زال مستبعدا، وقد يكون النظام راغبا به؛ إذ إنه حينها سيكون الجميع ضد الاحتلال الامريكي والأطلسي ومع المقاومة التي سيقودها النظام بالضرورة.
وعليه؛ فإن بإمكان أركان النظام الاختيار المبكر بدل الاستمرار بالتفكير الذي لن يوصل خيارات أخرى إليهم، ومحاولة تحسين الشروط لن تتحقق وإنما خسارة المزيد من المتوفر منها.
أما الخيار الذي يمكن أن يكون نصيحة، فهو أن يبادر الرئيس بشار إلى اعلان تخليه عن السلطة طوعا، وتسليمها بآلية مقبولة إلى الشعب. ( السبيل )