نقابة لأساتذة الجامعات بعد المعلمين !

يتحرك اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية العامة و الخاصة هذه الأيام نحو المطالبة بتشكيل نقابة لهم أسوة بالمعلمين الذين حققوا حلمهم هذا بعد صراع طويل مع الممانعة الرسمية التي انتهت أخيرا لصالحهم، لهذا فإن الأساتذة الجامعيين وهم يسعون الى أملهم في مظلة ترعى شؤونهم يتحسبون من ان يواجهوا من المصاعب والعقبات ما قد يحول دون ما يعتبرونه حقا مشروعا طال انتظاره ، في ظل تزايد هموم مهنة يفترض ان لا يواجهونها وهم على هذه السوية المتقدمة من مؤهلات التعليم العالي ! .
تشير التقديرات الى أن أعداد اعضاء الهيئات التدريسية الجامعية هي محدودة اجمالا ولا تصل الى الألفين في اكثر من ثلاثين جامعة أردنية، وهذا يعني أن الأعباء عليهم كبيرة في تدريس عشرات الآلاف من الطلبة الجامعيين على مقاعد الدراسة على اختلاف مستوياتها سنويا، في الوقت الذي لا يكادون يحصلون فيه على الرواتب والامتيازات المتناسبة مع اوضاعهم العلمية والمهنية والاجتماعية بل ما ينحدر بها الى معدلات متدنية اجمالا ! .
الجامعات الرسمية تعاني من اختلالات واضحة في هياكلها الاكاديمية لم تشفع كل المحاولات من اجل معالجتها في التوصل الى ما ينصف هيئاتها التدريسية ويحول دون تسربها الى الخارج بنسب مرتفعة تبلغ اكثر من سبع عشرة بالمئة في العام الواحد، مع اختلافات جوهرية في سلم الرواتب بين جامعة واخرى مع انها تشكل حالة واحدة في ازماتها المالية ومديونيتها القياسية التي تزيد على المئة مليون دينار حاليا على رغم تسديد مبالغ تماثلها خلال السنوات الماضية ! .
اما في الجامعات الخاصة فحدث عن التفرقة ولا حرج حتى بين عضو هيئة تدريس وآخر تجمعهما المؤهلات وسنوات الخبرة والدرجة الاكاديمية ذاتها على قاعدة ان مالكي هذه الجامعات الاردنية والمتنفذين فيها هم من يتحكمون بامرها وامر جميع العاملين فيها بمن فيهم اساتذتها الجامعيون الذين يعانون الامرين من مثل هذه المعادلات المجحفة التي يضطرون الى قبولها نظرا لعدم توفر فرص افضل ، مما يجعلهم عرضة الى الاحساس بالاضطهاد وهضم الحقوق في الوقت الذي تحقق فيه جامعاتهم التي يعملون فيها ارباحا قياسية لا يرون انها تنعكس على تقدير ما يبذلونه من جهود استثنائية ! .
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسلمت قبل أيام مطالبة رسمية من اللجنة التاسيسية لمشروع نقابة اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية من اجل السير في أعداد مشروع قانون لها والسير به في مراحله الدستورية، لعله لا يقبع في ادراجها من دون التحريك اللازم الذي يجعل منه حقيقة واقعة ينتظرها اساتذة الجامعات بفارغ الصبر ، فمن حقهم ان يجدوا تنظيما نقابيا يدافع عن حقوقهم وينظم اوضاعهم ، بعد معاناة طويلة من التجاهل والحرمان من التوازن والانصاف في مؤسساتهم الاكاديمية الرسمية والخاصة على السواء ! . ( العرب اليوم )