تجربة مصر .. دروس وعبر
تم نشره السبت 23rd حزيران / يونيو 2012 02:24 صباحاً
ماجد القرعان
خرج العديد من المراقبين للانتخابات الرئاسية في مصر ان الاسلامين في مصر باتوا في وضع يحسدون عليه في ظل التوقعات بالنسة لنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية والتي تشير الى ان شفيق هو الرئيس ديمقراطيا .
الاسلاميون دخلوا لعبة الديمقراطية التي لا يؤمنون فيها بعدما تولدت لديهم قناعات ان الغرب يريدون ان يتولوا مسؤولية ادارة شؤون البلاد العربية ( ماكنة الاعلام الغربي ) ومنذ اللحظة الأولى لقرار العسكر اجراء الانتخابات وقادتهم يروجون بمختلف الصور بانهم القوة الرئيسية في مصر متجاهلين باقي القوى سواء تيار الحكم السابق أو القوى الشبابية التي صنعتها حراكات ميدان التحرير .
واقع الاسلامين في مصر يعيد الى الذاكرة ما صنعته ماكنة الاعلام الغربي بالنسبة لنظام صدام في العراق حيث صورته بالنظام الذي يريد ان يكتسح العالم زورا وبهتانا فكانت النتيجة التي وصل اليها حال العراق بتدمير قدراته ونهب مقدراته .
السيناريو القادم المتوقع بالنسبة لمصر " حيث ثبتت هشاشة فهم مواطنيها لابجديات الديمقراطية كما هو الأمر في جميع الدول الاسلامية والعربية " ان مصر ذاهبة الى آتون ملتهب من الصراعات الداخلية بين القوى الاسلامية والقوى الأخرى حيث الرفض من جميع الجهات لاي نتيجة تعلن سواء مرسي او شفيق .
العسكر في هذه اللحظات امام خيارات صعبة للغاية بالنسبة لنتيجة الانتخابات وهم امام اتخاذ احد قرارين لا ثالث لهما :-
الاحتمال الأول ان يعلن العسكر النتيجة مهما كانت والمتوقع بحسب المعطيات على الارض انها ستكون لصالح شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك مما يعني ان نظام مبارك ما زال يحكم وما جرى كان بمثابة انقلاب على حكمه بصورة على طريق تونس وبالتالي حماية النتيجة بالقوة .
الاحتمال الثاني وقد تم حل مجلس الشعب " دستوريا " والتخوف من حدوث اضطرابات وصراعات داخلية ان يعمد العسكر الى فرض الاحكام العرفية لفترة من الزمن لا تقل عن عام لاعادة ترتيب البيت المصري بسن تشريعات جديدة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية اخرى .
الاسلاميون بوجه عام واقصد هنا " القوى السياسية التي تتدثر بعباءة الدين " لكسب استعطاف المواطنين يعتقدون انهم قادرون على خلق تجربة مثيلة لتجربة تركيا لكنهم يفتقدون لقيادات قادرة ان تثبت وجودها على الارض بالعمل وليس بالقول كما فعل أردوغان الذي كانت بدايته فوزه برئاسة بلدية اسطنبول حيث تمكن بعبقريته ونظافة مسلكه انتشال البلدية من مديونية زادت عن ملياري دولار وجعلها من افضل البلديات في العالم من حيث تحقيق الموارد التي تمكنها من تطوير مناطق البلدية والمحافظة على نظفاتها ورقيها وحماية حقوق العاملين فيها أي انه مثل للاخرين عملا لا قولا قدوة حسنة قبل ان يفكر أو يقدم على الخطوة التالية لقيادة تركيا من خلال قوة سياسية .
فشل " ساسة " الاسلاميون في مصر في كسب تداعيات مرحلة الحراكات الشعبية تمثل القشة التي قصمت ظهر البعير حيث الانظار في باقي الدول العربية والاسلامية بانهم المنقذون لكن النتائج التي باتت شبه ملموسة جراء ممارسات قادتها انهم يجذفون عكس التيار ...وهو ما يريده الغرب ليضعهم في مواجهة شعوبهم !