سياسة لعبة البلياردو
تسعى الدول إلى إيجاد سياسة خاصة تنفرد بها وتتميز في الصراعات القائمة على المستوى الدولي وعلى المستوى الداخلي . هذا التنافس في السياسة والدبلوماسية يحتاج إلى تفكير وتركيز ودراسة لذلك بدأت بعض الدول في فتح مراكز خاصة في تدريس السياسة والدبلوماسية . هذا التفكير أدى إلى بروز سياسة جديدة في العصر الحديث سياسة اتبعتها بعض الدول والأحزاب والساسة لتحقيق أهدافهم والوصول إلى ما يصبون أليه .
هذه السياسة سميت سياسة لعبة البلياردو وهو ما يسمى "المهارة السياسية " الخطوة الذكية المحسوبة بدقة.. لأنها لعبة احترافية ومثيرة وذات حركات إبداعية تحتاج إلى صفاء الذهن وتركيز وتمعن ودقة خاصة ولها حسابات هندسية لإصابة الهدف وتحقيق الفوز
.
هذه السياسة تقوم على مبدأ إشغال الخصم أو الشعب أو الناس أو الدول على التركيز على هدف ثانوي بعيد عن الهدف الرئيس حتى يتسنى لهم تحقيق الهدف بسهولة واقل تكلفة . فتجد لاعب البلياردو يضرب الكرة في اتجاه بعيد عن الكرة المقصودة وتذهب الكرة في عدة اتجاهات وبعدها تضرب الكرة المقصودة مما يدخلها في المكان المطلوب . فيسأل البعض لماذا لم يضرب الكرة مباشرة .!!!! ؟؟؟ لأنه رأى بان الضربة المباشرة لن تجدي نفعا لذلك حاول عن طريق ضرب الكرة في مكان أخر أفضل من المكان الموجود فيه للحصول على النتيجة الأفضل .
هنالك أنواع للسياسة .
من أنواع السياسة سياسة الاحتواء وهي السياسة التي دعت لها الأمم المتحدة والتي تقوم على الاكتفاء بالضغط الاقتصادي والدبلوماسي والإعلامي والعمل ألمخابراتي هذا ما طبق على العراق في التسعينيات من القرن الماضي وألان يطبق على إيران في القرن الحادي والعشرين .
النوع الثاني سياسة التكتل : هي السياسة التي تجبر الدولة إلى البحث عن تكتل من خلال الانضمام والتحالف مع دول أخرى أو أحزاب أخرى داخل الدولة هدفها زيادة القوة ولتحمي نفسها من التفرد مثل حزب الناتو .وتكتل الدول الأوروبية الاقتصادي . والسعودية ألان تسعى إلى إيجاد تكتل لدول الخليج من اجل حمايتها من أي عدوان خارجي .
مع انتهاء الحرب الباردة ظهرت سياسة تعتمد على الخارطة ألاقتصادية حيث انقسمت الدول إلى قسمين قسم سخر الاقتصاد في خدمة السياسة ودول أخرى سخرت السياسة من اجل خدمة الاقتصاد . منها ما يسمى السياسات النقدية التي تخدم السياسة هذا الأسلوب تعتمد عليه اليابان والصين.
حمى التنافس بين الدول والسياسيين وشدة حاجة الدولة للاقتصاد . ومصالح الدول وسياسات الأمن القومي لدول وبروز منافسين جدد من الدول الأخرى على الساحة والخوف من المستقبل بسبب انهيار المعسكر الشرقي والرأس مالية الغربية وإفلاس بنوكها أدى هذا كله إلى البحث عن آليات جديدة وبدائل أو مخارج من التخبط السياسي والاقتصادي للوضع القائم فوجد ما يسمى بسياسة لعبة البلياردو . تشبه هذه السياسة سياسة التضليل والخداع التي تعتمد على تضليل الدول الأخرى والشعوب عن الهدف السياسي الحقيقي .
تتميز هذه السياسة بقدرتها على توفير الأدلة لبراءة الدولة أو تجريمها . لأنها تعتمد على أسياسة المصلحة وتقوم إعلاميا بترويج مصطلحات وعبارات خاصة لتدافع عنها ولكنها هي من يخالفها ولا يعمل بها كما هي سياسة الولايات المتحدة تدافع عن حقوق الإنسان وهي ترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية في العالم كما حدث في سجون العراق وسجن أبو غريب والسجون السرية في العالم وغوانتانامو.
وكما يفعلون في أفغانستان جرموا الأفغان وقاموا بغزوها وقتلوا الأطفال والنساء والعجزة وحرقوا الأخضر واليابس مستخدمين اخطر أنواع الأسلحة والممنوعة والمحرمة دوليا وبعدها التنكيل بالعراقيين ولا يزالون يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وهم يغتصبون النساء والقاصرات.
القيم الأخلاقية في هكذا سياسة تصبح معدومة ليس لهم من صديق أو موال وتجردهم من الأخلاق الاجتماعية والإنسانية والأمثلة كثيرة .
أيضا تجد أصحاب هذه السياسة يتصفون بالكذب والغدر والشك والعنصرية . كنا نسمي ذلك سابقا بالدهاء . تجدهم ينقضون عهودهم ويماطلون كثيرا لإضاعة الوقت للبحث عن بدائل لتخلص من عهودهم واتفاقياتهم هكذا حصل مع الفلسطينيين والدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل ولكنها لم تتم .
كل ذلك من اجل تحقيق أهداف خفية تظهر بعد العديد من السنوات كما قال الصينيون " أن الرغبة الملحة بالإدانة تخلق جو التجريم " فهم يبحثون عن الأجواء . مثل عقدت اتفاقية مع مصر ولكن الهدف احتلال العراق وكانت الكرة تسير والجميع ينظر إليها وكأنهم نيام سياسة تعتمد على المال والإعلام وشراء الأنفس المريضة .
اتبعت إسرائيل هذه السياسة " كرة البلياردو " في السودان حتى توصلت إلى فصل جنوب السودان عن شماله وبدأت في غرب السودان ساعدت إسرائيل في تأجيج الصراع في دار فور لفصلها أيضا عن السودان وبدأت ببناء السدود في الدول الإفريقية جنوب السودان والهدف هو إصابة مصر لآن مصر العمود الفقري للأمة العربية والإسلامية دمارها يعني دمار العرب وبعض الدول الإفريقية .