مصر .. الانفجار قادم

كافة المؤشرات والوقائع والدلائل والمقدمات، تشير لا بل تؤكد أن المجلس العسكري ماض في تنفيذ مخططه ، وخططه، بتنصيب “شفيق” رئيسا لمصر .. شاء من شاء ، وأبى من أبى ، على رأي ممثل الفلول نفسه.
هذه الرسالة التقطها المراسلون الغربيون في القاهرة “الفايننشال تايمز والغارديان “، وقد أشاروا الى السيناريو المحتمل ، قبل أن تكتمل فصوله.. باعلان فوز “شفيق”، من خلال الهيئة المشرفة على الانتخابات، بعد الغاء أكثر من مليون صوت “لمرسي”، وهو الفارق بين الرجلين المتنافسين كما اعلن “قضاة من أجل مصر “ يتبع ذلك اعلان منع التجول في القاهرة، وكافة المدن التي تشهد مظاهرت صاخبة ، قد تمتد اياما ، يعقبها عودة حالة الطوارئ من جديد.
الاخوان المسلمون وتيار الثورة الواسع، يتوقعان ايضا هذا السيناريو،ويتوقعان أسوأ منه بعد أن سقط القناع عن وجه العسكر، باصدارهم مجموعة من التعليمات والقوانين ، الغوا بموجبها مجلسي الشعب والشورى، وأصبحوا بموجب “ الدستور المكمل “ هم المسؤولين عن كافة السلطات ، وقد جردوا الرئيس القادم من صلاحياته ، فأصبح رئيسا منزوع الدسم بلا صلاحيات ، رئيس تشريفات.. للوداع والاستقبال.
وفي هذا الصدد ، فان المتابعين للشأن المصري ، يرون أن تأجيل اعلان اسم الرئيس الجديد الى يوم غد الاحد، هو بمثابة اعطاء الوقت الكافي للهيئة المشرفة على الانتخابات، لترتيب الأوضاع، واعلان “شفيق” رئيسا، مستندة إلى الطعونات التي اعطتها الفرصة لشطب أكثر من مليون صوت لمرسي، وهو الفارق تقريبا بين الرجلين، بما يضمن فوز مرشح الفلول.
وفي هذا السياق ايضا، فان اشاعة موت مبارك ، ونقله الى مستشفى المعادي ، وما تبعها من أخبار وروايات تنفي ، أو تؤكد، كل ذلك بهدف تشتيت انتباه المواطنين المصريين والعرب والعالم عن متابعة نتائج الانتخابات ، وصرفها الى موضوع آخر، وهو ما حدث بالفعل، اذ ثبت ان وضع مبارك الصحي لم يتغير ، ولم يمت اكلينيكا، كما روجت وكالة انباء الشرق المصرية الرسمية.
لقد رافق كل ذلك ، اطلاق حملة دعائية مغرضة ، من شأنها شيطنة الاخوان المسلمين ، ولم يتوقف الامر عند ذلك ، بل إن “شفيق”أخذ يهاجم عبد الناصر وعهده ، متجاوزا كل الحدود، ما دفع بنجل الاخير ،عبد الحكيم ، بالرد عليه، وتفنيد ادعاءاته الباطلة والتي لا تستند الى اسس صحيحة، وانما تستند الى العداء لمصر العربية، وللمشروع القومي الذي رفعه عبدالناصر.
لقد جاءت اخبار انتشار الجيش في القاهرة وعلى الطريق بين الاسكندرية والعاصمة ، لمنع المواطنين المصريين من الوصول الى ميدان التحرير، والانتشار العسكري على طول قناة السويس لتأمين الملاحة ، ليؤكد نية العسكر، واصرارهم على تنفيذ مخططاتهم الانقلابية، والتي تتلخص بعبارة واحدة : اجهاض الثورة.
باختصار...ان اصرار جماهير الثورة على العودة الى ميدان التحرير ، وكل الميادين في المدن المصرية ، وعدم مغادرة الميدان، واعلان العصيان المدني ، حتى اسقاط العسكر ، واسقاط “شفيق” اذا ما تم اعلان فوزه، هو الرد الطبيعي على المؤامرة ، وعلى الانقلاب الناعم ،الذي قاده المجلس العسكري ، والسبيل الوحيد لاعادة الحياة للثورة، وانقاذها من اغتيال محقق، علي يد العسكر؛ تلاميذ مبارك.
حمى الله مصر ( الدستور )