دكتاتورية العدالة

لم يعرف التاريخ البشري شعبا او فلسفة لم تربط بين العدالة وبين حرية المستبد العادل، فما من فيلسوف يوناني لم يميز بين الاحرار والعبيد وبين ضرورة العدالة في الوقت نفسه.
وقبل الاغريق، عرف الشرق أسس لهذه الفلسفة عمليا وتحديدا حمورابي فعندما يقول (العين بالعين، والسن بالسن) يقصد عين وسن الحر.. وليس بعيدا عن هذه المقاربة، ما يعرف بنظرية (المستبد العادل) أي (المستبد الحر) بصورة او اخرى..
وفي اصدارات عالم المعرفة، (مختصر تاريخ العدالة) لـ ديفيد جونستون فان هذا التاريخ عموما هو تاريخ الربط بين مستويات الحرية ومستويات العدالة مع ايقاعات اخلاقية ضرورية.
1- يرى افلاطون في (الجمهورية) وهو كتاب ملتبس غير مدقق باضافات افلاطون واين يقول هو واين يقول سقراط، ينطلق عموما من ان الناس غير متساوين في طبيعتهم وبالتالي في قدراتهم وبالتالي في نمط العدالة بما هي صورة (لا يستخدمها مباشرة) للعادل المستبد (الحر) لكن من دون ان تقود الى الحاق الاذى باحد. فهي نوع من النظام لاعداد نفوس الافراد عن طريق الحكمة والعقل ما امكن.
2- ولا يختلف ارسطو كثيرا عن افلاطون من حيث قوله بأن الناس لا يولدون متساوين وبان العدالة شأن (الاحرار) لكنه يلجأ الى تدوير الزوايا لعدالات وليس لعدالة واحدة وعلى قاعدة (المعاملة بالمثل).
3- المدهش ايضا، ان الفيلسوف الالماني، كانت
هو يتحدث عن العدالة يتحدث عن الاحرار وعن العقل (الحر) كذلك.
4- وعندما يتحدث الفيلسوف الانجليزي، توماس هوبنر عن (اللوياثان) وعن العقد الاجتماعي فالمستبد العادل حاضر بقوة في هذا الشكل من العقد الاجتماعي.
5- كما تربط الماركسية بين دكتاتورية البروليتاريا (السيد الطبقي العادل المستبد) وبين حرية كل المقهورين (العبيد) من الطبقات والشعوب.
6- وبالمجمل، فالعدالة تاريخيا مفهوم نسبي عند معظم الفلاسفة الكبار لكنه غير موجود ولا يمكن ان يوجد مع الليبرالية (الاستبداد الاجتماعي المغلف بالاكاذيب). ( العرب اليوم )