الحوار السياسي.. بين الردح والنقد الإيجابي
تم نشره الأحد 24 حزيران / يونيو 2012 01:03 صباحاً

د. رحيّل غرايبة
لا استطيع إلاّ أن انحني احتراما لأولئك الذين يحملون هم الأمة ويتناولون الشأن السياسي بالتحليل العميق والنقد الموضوعي، الذي يستجلي الأخطاء ويبين بعض الهفوات في الأداء السياسي لمختلف الأطراف العاملة والفاعلة في المشهد السياسي؛ واخص بالذكر في هذا المجال الحالة المصرية التي تستحوذ على اهتمام اغلب الشعوب العربية في كل أقطارها. حيث تناول عدد من الكتّاب المشهد المصري بشيء من التفصيل، وليس غريباً أن يحظى الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة تحديداً بنصيب وافر من النقد والتحليل وتسليط الأضواء، بالإضافة إلى الحركة السلفية وعموم الحركات الإسلامية على نقاط الضعف والأخطاء والهفوات في إدارة المشهد السياسي على وجه الإجمال.
لقد اطلعت على كثير مما كُتب، فاغلبها يستحق التقدير وينبغي الاستفادة منها من اجل الاستدراك ومعالجة الأخطاء وتصحيح المسيرة في قادم الأيام، وقد تم التركيز على مسار التعامل مع المجلس العسكري الذي كان يخلو من الدهاء ، بالإضافة إلى ضعف القدرة على جمع مكونات الثورة في جبهة واحدة متماسكة في مواجهة الفلول، ونقطة الارتباك الذي ساد مسار اختيار الرئيس، ومخالفة الوعد بعدم ترشيح احد من حزب العدالة والحرية، وأيضاً تلك المسألة المتعلقة بانتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور.
اعتقد أنّ أغلب ما طُرح في جملة هذه المسائل من وجهات نظر محترمة واجتهادات مقدرة يجب أن تحظى بقدر كبير من التقويم وإعادة الدراسة، ولا يعيب الحركات الإسلامية أن تعترف بأخطائها وأن تسعى إلى تصحيحها. وصدق من قال: رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي، وفي هذا المجال أتقدم بالشكر لكل هؤلاء الذين وقفوا على هذه النقاط المعتمة في إدارة المشهد السياسي المعاصر بجملته.
في الوقت نفسه هناك بعض الكتابات التي خرجت عن إطار الحوار العلمي وتناقضت مع الطرح الموضوعي، ولم يكن لها صلة لا من قريب ولا من بعيد بالنقد الإيجابي الهادف، وبعضها تجاوز كل الأعراف والقيم المعروفة على صعيد السياسة والصحافة والأدب، وهي أقرب ما تكون إلى "الردح" المرفوض عند جميع العقلاء، والذي يُلحق الضرر الفادح في ساحة العمل السياسي، ويعمل على دق الأسافين بين مكونات جبهة الإصلاح والتغيير التي تواجه أنظمة الاستبداد والفساد، مثل أحد المقالات الذي يحوي من الألفاظ والمضامين ما يتنافى مع الذوق العام، بالإضافة إلى أنها عبارة عن مزيج مريض من المقولات المكرورة والشائعات الجوفاء التي صنعتها أجهزة الأنظمة وفبركتها بطريقة رديئة الصنع.
هذا المستوى من المقالات ربما يكون لها أيضاً مناصرون من بعض الفئات القليلة التي تطرب لممارسة الشتيمة والقدح الجارح الذي يخاصم الأدب فضلا عن العلمية والموضوعية، ولكنها في نهاية الأمر تخلو من أية فائدة. ( العرب اليوم )
لقد اطلعت على كثير مما كُتب، فاغلبها يستحق التقدير وينبغي الاستفادة منها من اجل الاستدراك ومعالجة الأخطاء وتصحيح المسيرة في قادم الأيام، وقد تم التركيز على مسار التعامل مع المجلس العسكري الذي كان يخلو من الدهاء ، بالإضافة إلى ضعف القدرة على جمع مكونات الثورة في جبهة واحدة متماسكة في مواجهة الفلول، ونقطة الارتباك الذي ساد مسار اختيار الرئيس، ومخالفة الوعد بعدم ترشيح احد من حزب العدالة والحرية، وأيضاً تلك المسألة المتعلقة بانتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور.
اعتقد أنّ أغلب ما طُرح في جملة هذه المسائل من وجهات نظر محترمة واجتهادات مقدرة يجب أن تحظى بقدر كبير من التقويم وإعادة الدراسة، ولا يعيب الحركات الإسلامية أن تعترف بأخطائها وأن تسعى إلى تصحيحها. وصدق من قال: رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي، وفي هذا المجال أتقدم بالشكر لكل هؤلاء الذين وقفوا على هذه النقاط المعتمة في إدارة المشهد السياسي المعاصر بجملته.
في الوقت نفسه هناك بعض الكتابات التي خرجت عن إطار الحوار العلمي وتناقضت مع الطرح الموضوعي، ولم يكن لها صلة لا من قريب ولا من بعيد بالنقد الإيجابي الهادف، وبعضها تجاوز كل الأعراف والقيم المعروفة على صعيد السياسة والصحافة والأدب، وهي أقرب ما تكون إلى "الردح" المرفوض عند جميع العقلاء، والذي يُلحق الضرر الفادح في ساحة العمل السياسي، ويعمل على دق الأسافين بين مكونات جبهة الإصلاح والتغيير التي تواجه أنظمة الاستبداد والفساد، مثل أحد المقالات الذي يحوي من الألفاظ والمضامين ما يتنافى مع الذوق العام، بالإضافة إلى أنها عبارة عن مزيج مريض من المقولات المكرورة والشائعات الجوفاء التي صنعتها أجهزة الأنظمة وفبركتها بطريقة رديئة الصنع.
هذا المستوى من المقالات ربما يكون لها أيضاً مناصرون من بعض الفئات القليلة التي تطرب لممارسة الشتيمة والقدح الجارح الذي يخاصم الأدب فضلا عن العلمية والموضوعية، ولكنها في نهاية الأمر تخلو من أية فائدة. ( العرب اليوم )