.. المدخل إلى التجربة الجديدة!

لم يبق شيء لم تقله وسائل الإعلام عن الرئيس المنتخب د. مرسي، وقيادة الجيش المصري، ومستقبل الحياة السياسية في البلد الشقيق، وخلاصة هذا الكم الهائل من التحليلات، والمعلومات الخاصة، والخلفيات التاريخية أن:
- د. مرسي هو رأس الدولة، وانه مستعد لتقاسم السلطة مع القوى الفعلية في مصر: الجيش، والأحزاب الليبرالية، والأقباط وغيرهم.
- وأن د. مرسي طلب شطب اسمه من قوائم التنظيم الحزبي والإخواني لأنه: رئيس مصر. ولعل هذا هو الذي ينتظره الجميع لمعرفة دور التنظيم الإخواني في آلية الحكم. فالواضح أن المجتمع المصري منقسم بشأن الرئاسة، فالواحد بالمئة بين الناجح وغير الناجح لا يعطي كل السلطة للجهة الفائزة، خاصة وأن الملحق الدستوري الذي أصدره الجيش يقلص كثيراً من صلاحيات الرئيس التي ابتدأت بجمال عبدالناصر وانتهت بحسني مبارك. ولن يسند الرئيس كل صلاحياته الدستورية إلا بعد إقرار الدستور الجديد، واستفتاء الشعب عليه، وانتخاب مجلس الشعب الجديد.. وهذا معناه أشهر طويلة.. يمكن أن تشكل مدة اختبار لما قاله د. مرسي في خطابه الأول من التلفزيون والإذاعة الرسمية.. وهنا علينا أن نتنبه إلى أنه لم يقبل مبدأ خطاب النجاح من ساحة التحرير!!.
حزب أردوغان، اخذ ثلاثة عشر عاماً لاقناع الشعب التركي، والجيش حامي الدولة العلمانية، بأن حزبه الإسلامي هو حزب الاعتدال، والنظافة الأخلاقية الدينية. ويبدو أن د. مرسي بالذات يفهم التجربة التركية، فليس أمامه من تجارب أخرى مماثلة سوى التجربة الإيرانية.. وهذه تجربة بعيدة عن روح مصر، وتراثها، وتاريخها الطويل، وقد بدأت بالحرب على مسلمي العراق، وبإعلان غير مقبول هو: تصدير الثورة!!.
أن المنصفين للحكم على ما يجري في مصر يفضلون الانتظار، ولعل أول صفحة ملاحظات ستكون في ساحة التحرير!! فبعد الاحتفالات بنجاح د. مرسي، لا شيء يبرر بقاء التظاهر والاعتصام إلا إذا كان الهدف هو الصدام!!.
( الرأي )