الفرعون أم الدُّمْيَة؟؟

تم نشره الثلاثاء 26 حزيران / يونيو 2012 11:27 صباحاً
الفرعون أم الدُّمْيَة؟؟
خيري منصور

يرى بعض المصريين أن صلاحيات الرئيس السابق وفقاً لدستور عام 1971 هي صلاحيات فرعونية، فهو الآمر الناهي في كل شيء ولأجله يعاد تكييف القوانين ومواد الدستور، مقابل ذلك يرى الاخوان المسلمون وذراعهم الحزبي أن نزع صلاحيات الرئيس الجديد تبعاً لما صدر عن المجلس العسكري من دستور مكمّل يحوله الى مجرد دمية، تتلاعب به القوات المسلحة كيفما تشاء، ولا حول له ولا قوة ازاء نفوذها وصلاحياتها.

ها نحن مرة أخرى ازاء ثنائية من الطراز «المانوي» القديم، فالرئيس إما فرعون أو دمية.

والمرشحان الأكثر حظاً رغم فوز أحدهما بنسبة طفيفة كانا يمثلان تهديداً للدولة المدنية الديمقراطية والحديثة، بحيث تقع بين سندان التَّدْيين ومطرقة العسكرة! أما من ظلال رمادية بين هذا الأسود الفاحم والأبيض الناصع اذا قبلنا ما تصف به الأطراف بعضها؟

ان الطريق الثالث في طبعته المصرية الجديدة والتي لم تجرب ميدانياً حتى الآن لن يكون مسك الختام، لأن الصراع في حال تفاقمه يحدث بين قوتين كبيرتين في البلاد، هما المجلس العسكري بكل سلطاته وأسلحته وبين الاخوان بكل تعدادهم وصرامة تنظيمهم وخبرة الثمانين عاماً. أي طريق ثالث من شخصيات عامة مستقلة واكاديمية وناشطين لن يقوى على الاقامة وبقوة في الوسط، وسينتهي الى ما انتهت اليه كتلة ما سمي عدم الانحياز، مجرد فولكلور سياسي.

لماذا اندفعت القضايا العربية كلها الى هذه الثنائيات؟ وكأنه ما من بعد ثالث لأي قضية..؟

فإما الاستبداد المحلي أو الاحتلال وإما النظام الدموي أو النّاتو، وأخيراً إما الفرعون أو الدّمية؟

لقد ولد البعد الثالث في التاريخ من جدلية فاعلة وحيوية لأن المران على الحوار والاعتراف بحق الاختلاف أدّيا الى ما يسمى تدوير الزوايا الحادة أو تَسْنين الكتلة، بالمعنى الفيزيائي بالطبع وليس بالمعنى الديني المذهبي. ان مجتمعات اخترعت خانتين فقط لتصنيف البشر بين ملاك وشيطان وخائن وبطل وصادق وكاذب وزوج أو طليق وصديق أو عدو من شأنها أن تحول واو العطف التي تعني الاضافة الى ثنائية إما أو التي تعني المفاضلة الحاسمة وأخيراً الحذف!

أما من منطقة وسطى بين الفرعون والدُّمْية وبين المعسكر ورجال الدين وبين دستور ملفق بأسلوب امبراطوري يعطي الرئيس صلاحيات بلا حدود، وبين دستور ينزع هذه الصلاحيات ولا يبقي غير البروتوكول والسجادة الحمراء؟

حتى في الانتخابات لا يبقى من ثلاثة عشر مرشحاً من مختلف الأطياف غير اثنين فإما هذا أو ذاك.. وأحياناً ينتخب هذا نكاية بذاك فقط كما حدث مراراً في عالمنا العربي خلال العقد الأخير!! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات