الأزارقة

الأزارقة, على ما يذكر الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) (القرن السادس للهجرة) هم من أشهر فرق الخوارج. وقد خرجوا مع نافع بن الازرق بين البصرة والأهوار وكان من قادتهم عدد من شعراء العرب المعروفين, مثل عبده بن هلال اليشكري, وقطري بن الفجاءة المازني الذي تزعمهم بعد وفاة ابن الازرق.
ولا نتذكرهم, كيفما اتفق, بل لانهم اليوم ملء السمع والبصر عبر مسميات مختلفة من الجماعات التكفيرية المسلحة...
وما يميز هذه الفرقة انتشارها وأخذها الصغائر بجرم الكبائر, وتكفير كل من يخالفها من المسلمين وتأبيده في النار, وكذلك تكفير (القعده) عن (الجهاد) معهم. وقد كفروا علياً وعثمان وعائشة وطلحه وعبدالله بن عباس, وقتلوا عليا وفشلوا في اغتيال البقية.
ومن شططهم اباحة سبي نساء مخالفيهم باعتبارهم كفاراً وقتل اطفالهم, بل انهم يذهبون - حسب الشهر ستاني - في الملل والنحل الى اعتبار أطفال المشركين مخلدين معهم في النار, مما يجعل من بعض الروايات الحالية عن قتل الاطفال في بعض مناطق ليبيا وسورية والجزائر على أيدي جماعات تكفيرية مقربة من فكر الازارقة, روايات قابلة للتصديق.
ولقد تذكرت ذلك وأنا استمع لحوار مع سلفيين متشددين على قناة الجديد اللبنانية, لا يكتفون بتكفير جماعات الحكم هنا وهناك واعتبار نسائهم في حكم السبايا واجازة قتل اطفالهم, بل يكفرون مخالفيهم من المسلمين انفسهم, وهم بذلك أشد من الذين يدعون لتفريق زوجات المخالفين بعد اتهامهم بالردة انطلاقا من ذلك.
ويتذكر بعض الذين امتد بهم العمر من أجدادنا كيف اعتبر (الاخوان) من جماعات الدرعية أهالي الشام على اطلاقهم كفاراً ومرتدين (كانت شرق الاردن آنذاك من أطراف الشام) وقد تحملت عشائر بني صخر والبلقاء دوراً كبيراً في رد كيدهم الى نحورهم وسقط منها كثيرون في تلك المعارك بين الجوف وغرب السكة . ( العرب اليوم )