الجامعة والمجتمع
![الجامعة والمجتمع الجامعة والمجتمع](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/15861.jpg)
إن اي جامعة في أي مجتمع يجب ان تعمل على تحقيق التفاعل بين الفرد من ناحية والبيئة الاجتماعية من ناحية أخرى ، وذلك للعلاقة القوية بين التعليم الجامعي والتغيير الاجتماعي ، وكذلك لدور التعليم الجامعي في صقل المهارات واذكاء روح الابتكار لدى الفرد ، وكواحدة من الدول النامية فأن التعليم الجامعي في الاردن يجب ان يكون له أثر كبير في عملية الرقي الاجتماعي و تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة من السكان وتيسير فرص العمل للأفراد ورفع مستوى معيشتهم.
بداية يتحتم على جامعاتنا استشراف المستقبل وإعداد الفرد للعيش في المستقبل عن طريق مراجعة ما تقدمه من برامج وتخصصات وتغير برامجها لمواكبة الحاجات المتجددة للإنسان، فبكل صدق يكفينا صدمات لان طلبة الجامعات يكتشفون غالبا أن ما تعلموه ليس له علاقة بالحياة وغير قابل للتطبيق، تطرب أذني عندما اسمع عدد الجامعات في مملكتنا الحبيبة ولكننا نتسائل كمجتمع عن تلك الجامعات ومسؤولياتها الاجتماعية والتي يطمح المجتمع إلى أن تكون مؤسسات هامة تخدم المجتمع بشكل حقيقي.
جامعاتنا هي جزء مهم من مجتمعنا ونتوقع منها أن تشارك كثيرا في عمليات اجتماعية ولا نريد ان تكون مجرد بناءات تبدأ وظيفتها عند ساعه وتنتهي عند ساعه اخرى ، لقد وضع المجتمع كل ثقته في الجامعات وعليه يجب ان ننتظر منها صناعة مفاتيح التقدم والرقي والتطور .وفي ظل التطور التقني والتكنولوجي الحديث أصبحت الجامعة اليوم مؤسسة مفتوحة وفي تماس مباشر مع المجتمع، وموجودة ليس فقط في داخل المجتمع وإنما امتد وجودها حتى داخل الأسرة، وهذا يحملها مسؤوليات كبيرة في تطوير المجتمع.ونسمع دائما اصواتا تنادي بأن تقوم الجامعات بإعادة إنتاج نفسها بالشكل الذي يعزز من دورها الاجتماعي.
ونشير هنا ان رسالة الجامعة لا تقتصر على الإسهام في توفير الخبرات والكفاءات العلمية والفنية القادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة ، إنما تحمل رسالة في توطيد العلاقة بين الجامعة وقطاعات المجتمع المختلفة والقيام بدور ايجابي من خلال ما تملكه الجامعة من إمكانات علمية وفنية تساعد شريحة المجتمع على رفع مستواها الثقافي والعلمي وتسهم في التوعية وتنشيط الحياة الثقافية حتى يتعاظم دور الجامعة ويرتبط بالمجتمع وتخرج عن نطاق مجرد خدمة المواطنين واستهلاك الأموال لتصبح عملية استثمار مستمرة فلا تفوت على نفسها التحدي العلمي والأكاديمي والأخلاقي القادم كقوة فاعلة في تحقيق ثورة علمية تنويرية تستوعب كافة المستجدات الحالية والمتوقعة مستقبلاً في المجالات المختلفة.