قراءة هادئة في «حراكات» اربد!

تم نشره الخميس 28 حزيران / يونيو 2012 01:14 صباحاً
قراءة هادئة في «حراكات» اربد!
حسين الرواشدة

ما الذي دفع “الناشطين” في اربد الى تصعيد حراكاتهم في الشارع، اعتقد أن اربعة أسباب على الاقل تقف وراء ذلك، لكن قبل أن احررها أستأذن بالاشارة الى مسألتين: احداهما أن الحراكات في اربد انطلقت قبل مرحلة “الاصلاح” فقد شكل المعلمون هناك اثناء المطالبة بالنقابة ما يشبه “السند” الاساسي للزخم الحراكي آنذاك، لكن حركة الشارع بعد ذلك تأخرت قليلاً (على الاقل في زخمها) عن حراكات الاطراف المطالبة بالاصلاح في الكرك والطفيلة مثلاً، أما المسألة الاخرى فتتعلق بخارطة الشارع هناك، اذ ان نحو 60% من الذين يخرجون فيه هم مجموعات من الشباب غير المنظمين سياسياً، فيما ينتسب الباقون الى احزاب او تيارات سياسية مختلفة.

بالعودة الى أسباب التصعيد يمكن أن نلاحظ بأن أهمها وجود حالة من الانسجام بين “الناشطين” الذين يتوزعون فكرياً وسياسياً على تيارات مختلفة، فقد اختفت الى حد بعيد “نغمة” الانقسام والاختلاف بين هؤلاء، واستطاعوا أن يفرزوا “ارضية” مشتركة تحركوا من خلالها لايصال رسائلهم، ومن الملاحظ هنا أن حدّة الهتافات التي رفعت في المسيرات (وقد دفعت البعض الى الانسحاب) تدرجت في المستوى حتى وصلت الى حدودها الحالية.

ثمة سبب اخر وهو يتعلق “بالمنافسات” التي صنعتها سياسات “التقسيم الجهوي” والمناطقي، ذلك ان بعض الشباب في اربد يشعرون بانهم ليسوا أقل من غيرهم (لا وطنية ولا معارضة ولا بالقدرة على الخروج للشارع)، وبالتالي فان اتجاه الانظار الى اطراف اخرى بحجة زخم حراكاتها ربما دفع هؤلاء الى نوع من “رد الفعل والاعتبار”، وكانهم يريدون أن يقولوا بان اوضاع الناس في اربد لا تختلف عن أوضاع الناس في المدن الاخرى من جهة “الحاجة الى الاصلاح”، وبالتالي فان احتجاجهم في الشارع مسألة طبيعية والعكس صحيح، وقد غذت هذه المشاعر للاسف بعض السياسات الحكومية التي حاولت ان تطفئ الحراكات “بالاسترضاء” فيما لم تتوجه الى المناطق التي تشهد ذلك بحجة ان الرضى الشعبي هناك تحصيل حاصل.

يمكن ان نضيف الى ذلك اسباباً اخرى منها “امتداد” حالة الشعور بالضيق الاقتصادي خاصة في ظل حالة الركود الاقتصادي (اربد تعتمد على التجارة والزراعة) وارتفاع الاسعار، او الشعور بالضيق السياسي بعد أن تعطل مشروع الاصلاح وتراجع للخلف، ومنها – ايضاً – اعتماد المعلمين (الذي يشكلون مع الموظفين جزءاً من الحراك) على تجربة سابقة لهم اثناء المطالبة “بالنقابة” ومحاولة الاستفادة منها في التحشيد للشارع، ومنها بروز شخصيات عديدة معارضة هناك، ربما كان لها دور ما في توجيه المزاج العام وتحفيزه.

حالة اربد، تبدو مختلفة، وربما مفاجئة للبعض، لكن من واجبنا ان نقرأها ونفهمها بدقة. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات