وعي الشارع يتقدم على حسابات النخب!

تم نشره الأحد 01st تمّوز / يوليو 2012 12:36 صباحاً
وعي الشارع يتقدم على حسابات النخب!
حسين الرواشدة

وعي الشعوب على لحظة “اليقظة” الراهنة يتقدم كثيرا على مطالب النخب وحساباتها السياسية، وهذا مفهوم بالطبع، فمعنى التغيير لدى “الشارع” يتجاوز تزيين الهياكل “الاصلاحية” او تبديل الاشخاص او البحث عن “مغانم” سياسية خاصة، فيما هدف النخب هو تحسين شروط المشاركة للوصول الى دوائر السلطة والنفوذ.. ووظيفتها هي التفاوض على “الممكن” سياسيا تبعا لوزنها في الشارع او في “الفضاء الاعلامي”.

وبالتالي، الوصفة السياسية التي تقنع “النخب” وتحركها نحو طاولة الحوار يمكن الا تجد لها اي صدى للقبول في الشارع، خذ مثلا ما حدث في مصر قبل تنحي الرئيس مبارك، اذ كادت لجنة “الحكماء” آنذاك ان تتوصل مع نائب الرئيس الى “حل” يضمن بقاء النظام مع اجراء بعض الاصلاحات، لكن “الميدان” رفض ذلك، وظل متمسكا بمطالبه، مما دفع لجنة “الحكماء” الى الانسحاب والاعتذار ايضا.

يفترض ان ننتبه الى هذه “الفكرة” التي ولدت من رحم “التحولات” والثورات التي اجتاحت عالمنا العربي، وهي –بالطبع- جديدة علينا ذلك ان كل ما شهدناه فيما مضى من “تغييرات” ظل محصورا بين “النخب” ووفق حساباتها السياسية، اما “الناس” فلم يجدوا امامهم سوى “الانصياع” لشروط اللعبة ابتلاع مخرجاتها، لا لأنهم يشعرون بأن هذه النخب تمثله كما يريدون، وانما لأنهم لا يملكون اي خيار آخر.

الآن تغيرت الصورة، “فالفاعل” الاساسي في صناعة الحدث هو “الشارع” والميادين والفضاء الافتراضي على الانترنت، وغالبا ما تلهث النخب وراء هذا “الجسد” الذي يتحرك بسرعة دون ان تدركه، لكنها –بالطبع- تتغذى عليه وتستمد منه قوتها وقد تفكر –بجدية- في لحظة اقتراب وصولها الى اهدافها “بالانقلاب” عليه او اسكاته بأية صورة.

حتى الآن لم تسجل “النخب” اي انتصار على حركة “الشارع” على العكس تماما، ما زال “حراك” الناس يتصاعد وما تزال عيونهم مفتوحة على حسابات النخب، ومن الخطأ ان نتصور بأن رضا الناس يمر عبر مباركة “النخب” او توافقاتها السرية والمعلنة، كما انه من الخطأ ان نتذاكى على وعي الناس او نستهين بذكائهم، فنتصور للحظة انهم غير مدركين لأصول اللعبة .

حين استمعت امس الاول الى هتافات الحراك الشعبي الذي خرج في عدد من المحافظات، تذكرت ما اشهرته هذه الحراكات في “الجمعة” التي تلت التعديلات الدستورية، وسألت نفسي: لماذا يتكرر الموقف الآن بعد اقتراب التعديل على قانون الانتخاب؟ ولماذا تبدو المسافة بين عنوان الاصلاح كما تراه النخب السياسية بعيدة تماما عن “العنوان” الذي يراه الشارع؟ كانت الاجابة –بالطبع- لدي معروفة وواضحة، لكن قناعتي ترسخت اكثر حين اتصل بي عدد من الاخوة الناشطين في الحراك، وسمعت منهم كلاما آخر لم اسمعه من “النخب” عندها ادركت ان اية وصفة للاصلاح لا تحظى بمباركة “الناس” وحراكاتهم لن يكتب لها النجاح، وان ثمة فرقا كبيرا بين ان يبتهج البعض لاستدارتنا نحو الاصلاح وبين ان يقتنع الشارع بهذه الاستدارة وان يكون جزءا منها.. قال لي احدهم: ارجوكم لا تستهينوا بوعينا فنحن نعرف تماما ما يحدث وما نريد.. كل ما ننتظره منكم ان تعبروا عن “ضمائر” الناس او ان تصمتوا.. شكرا. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات