فكرة كبيرة تكفي

افكر بقيمتنا المضافة في المنطقة.. افكر بالاردن الذي يمكن ان يكون عنصر اغراء وتوق وامل ليس لابنائه فقط بل ولمن يريد ان يصنع نوعية حياة تليق بأرقى البشر..
قبل ثلاثة عقود كنا نرسل المعلمين ليصنعوا الامل فيزرعون العلم في اقطار الاشقاء، اليوم تلك الاقطار تسبقنا في مضمار العلم..
قبل ثلاثة عقود كنا نرسل القوة الخشنة لتثبيت الاستقرار في مناطق شقيقة اليوم نرسل ابناءنا الى اعالي البحار ليس دفاعا عن مصالح وطنية صرفة بل كضريبة عولمة تذيل الصغار في اجندات الكبار..
قبل ثلاثة عقود كان الانفتاح الاردني على الثقافات مبهر وسفراؤنا غير المعتمدين يتشكلون من الاعلام والدراما اليوم شاشتنا لا تراها العين المجردة وصحافتنا لا يقرأها الا اصحاب القلوب الكبيرة بحثا عن اسرة مكلومة اما اعمدتنا الصحافية فلا تتجاوز كونها فواتير سياسية او اقتصادية وفي افضل الاحوال عزف منفرد على الة منقرضة.
اليوم نمعن بحثا عن فكرة كبيرة نقتفي اثرها لا لشيء الا للبقاء على قيد الفعل الاقليمي... ومن قال ان الدور الاقليمي مطلوب بذاته ؟ هل تبحث الدول عن فرص عمل ؟ لا ففرصة العمل الوحيدة للدول الحديثة هي ان تكون عادلة لشعبها ومهيئة لفرص التفتح الابداعي ومسهلة للعيش الكريم والحافظة للمال والارواح والعدالة النسبية.
لا مناص امامنا الا ان نكون قيمة مضافة في الديمقراطية وسيادة القانون والانفتاح على الاخر حتى لو كان خصما فان اريد لنا فيما مضى ان نكون حالة فض اشتباك دائم بين الماء والنفط وبين الكتل السكانية الكبرى وارض الميعاد فاننا احوج ما نتمثل حالة اشتباك حضاري ومعرفي وتقني بين الكتل الكبرى اقليميا ولا ينبغي وليس مسموحا لنا بان لا نكون في الريادة في هذا المضمار.
قيمتنا المضافة في ان نكون مثالا للانفتاح والديمقراطية وهذه الاخيرة كفيلة بان تمدنا بعناصر التميز معرفيا وحضاريا وانسانيا، وان كان هناك فساد فلن يسقط بالتقادم لذلك لا مبرر «للزن» على وتره، وان كان هناك غياب لليقين في مآلات مستقبلنا فان الديمقراطية كفيلة بصناعة المناخ الذي يبدد كل ضباب.
نحتاج الى فكرة كبيرة تنتشل الناس من حالة اللايقين.
فهل بددنا الفرصة؟ ( الرأي )