انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للثقافة بعنوان الثقافة والمتغيرات
المدينة نيوز - مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة رعى وزير الثقافة الاحد في المركز الثقافي الملكي ، انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للثقافة بعنوان ( الثقافة والمتغيرات ).
وقال وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار في افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام إنّ المثقفين تقع عليهم مسؤولية النهوض بالثقافة ووضعها في خدمة القضايا المركزية للأمّة مشيرا الى ان عقد المؤتمر ضرورة وطنية وثقافية في آن واحد، فالوطن في أمسّ الحاجة، في هذه الظروف إلى تجنيد كلّ الطاقات للمحافظة على تماسكه وصموده ووحدته.
واضاف ان الثقافة أعظم جامعٍ بين أبناء المجتمع، وتمتلك طاقة غير محدودة في إسناد المجتمع ودعم تطلّعاته وأحلامه بالتقدم والتنمية والبناء معتبرا ان المؤتمر يمثل إسهاماً من أرباب الفكر والرأي والأدب والفنّ في أردننا العزيز في مسيرة البناء والإصلاح والتقدم.
واكد ضرورة ان يتجدد المؤتمر سنوياً ويغدو تقليداً ثقافياً وطنياً، لأنّ الثقافة الإنسانية متجدّدة على الدوام في ضوء ما يشهده العالم من ثورة ثقافية وانفجار معرفي واسع الانتشار والتأثير، لذلك لا يجوز أن يقف المثقف على الحياد ولا يجوز لأعين أهل الثقافة أن تغفل لحظة واحدة عمّا يجري في عالمٍ وفي زمن يموران بالأحداث والتطوّرات.
وقال الدكتور جرار إنّ الشأن الثقافي ليس شأن وزارة الثقافة وحدها، ولا شأن هيئة بعينها، ولا شخصٍا بعينه، بل هي شأن وطني شامل، لأنّ للثقافة اتصالها في كلّ مفصل من مفاصل الحياة العامّة والخاصّة، لذلك فإنّ البحث في قضاياها وأسئلتها ووضع برامجها وخططها وتطلعاتها القريبة والبعيدة ينبغي أن تكون مسؤولية يشارك فيها المعنيّون بالثقافة كافّة، من مؤسسات رسمية وهيئات أهلية ومؤسسات القطاع الخاصّ وغيرها .
واشار الى أنّ تنفيذ هذه البرامج ورعايتها وتمويلها هي أيضاً مسؤولية وطنية جماعيّة, حيث يأتي عقد المؤتمر لتأكيد أهميّة مشاركة مختلف القطاعات الثقافية في المملكة في تقييم الواقع الثقافي الوطني ورسم ملامح خطّة مستقبلية للعمل الثقافي تلتزم ورسالة الثقافة الوطنية الاجتماعية، بحيث تعود الثقافة إلى ألقها ودورها في خدمة التنمية بمختلف أشكالها.
وقال الدكتور جرار ان المؤتمر يسعى إلى أن ينهض المثقفون في سائر قطاعاتهم إلى مضاعفة جهودهم للارتقاء بمستوى منتجهم الثقافي كي يتبوأوا المكانة اللائقة بهم في مسيرة الثقافة العربيّة وأن تعمل المؤسسات الثقافية على مضاعفة جهودها لتوفير البيئة المناسبة للإبداع والتميّز من بنى تحتية وإمكانات مالية وبرامج تدريب ومشروعات إبداعية ووضع تشريعات محفّزة للعمل الثقافي الفاعل والخلاّق.
وقال إننا نتطلع من خلال المؤتمر لأن يتم تسليط الضوء على المشكلات التي يعاني منها واقع العمل الثقافي وأسبابها ووسائل تجاوزها، معربا عن امله بأن يسعى المؤتمر إلى تقييم البرامج الثقافية الراهنة وتقديم المقترحات الكفيلة بوضعها بالمسار الصحيح لتكون قادرة على تحقيق أهدافها وتطلعاتها .
واوضح انّ البديل الأجدى عن الشكوى هو تقديم مقترحات ومشروعات ومبادرات تمكّن الثقافة من تجاوز مشكلاتها، وإعادة وضعها في خدمة التنمية والتقدم، مع ضرورة مراعاة أن تتسم الدراسات والمقترحات والمبادرات والحلول بالموضوعية والدقة وعمق الرؤية وأن تكون معزّزة بالأدلة والبراهين والوقائع.
وتمنى للمؤتمرين الخروج بتوصيات واضحة وشاملة وقابلة للتنفيذ، وأن تحمل مبادرات ورؤى جديدة ، تصلح لأن تمثل استراتيجية نوعية قادرة على النهوض بالعمل الثقافي الخلاّق وإدامته.
وطالب الدكتور باسم الطويسي في كلمة له باسم المشاركين بالمصارحة والاعتراف بعمق الأزمة الثقافية وبأي مدى ترتبط هذه الازمة ، ومتسائلا لماذا تراجع الانفاق الحكومي على التعليم إلى اقل من 4 بالمئة ولماذا عاد الانفاق على الثقافة إلى اقل من واحد بالألف .
وقال ان الثقافة عليها ان تكون مصدر هيبة الدولة ومكانتها .
واعربت الدكتورة امتنان الصمادي في كلمة لها باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن املها بان يحقق المؤتمر اهدافه وتحقيق وعي نوعي بأهمية الثقافة والعمل الثقافي ورصد متغيرات الواقع العربي وتداعياتها الثقافية والكشف عن مواطن الخلل في روافد الثقافة في الاردن وطرائق معالجتها وبناء استراتيجية وطنية طموحة للثقافة في الاردن للسنوات الخمس المقبلة .
وتضمن برنامج المؤتمر الوطني للثقافة في يومه الأول مناقشة محور الثقافة المجتمعية حيث تراس الجلسة الزميل رمضان الرواشدة مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وشارك فيها الدكتور خالد الجبر والدكتور باسم الطويسي، وعقب عليها الدكتور محمد فايز الطراونة والدكتور موسى اشتيوي.
وتضمن المحور الثاني موضوع الخطاب الثقافي في ضوء متغيرات الواقع العربي الجديد بمشاركة الباحثين الدكتور هشام غصيب والدكتور رائد عكاشه , والدكتورة هند أبو الشعر رئيسة للجلسة وتعقيب الدكتور غسان عبد الخالق وجمال ناجي.
ويبحث المؤتمر الشأن الثقافي بكل تجلياته، ويشارك في فعالياته مختلف المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ، ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالشأن الثقافي، والمثقفون بمختلف أطيافهم وتخصصاتهم , ويهدف إلى تحقيق وعي نوعيّ بأهميّة الثقافة والعمل الثقافيّ .
وتتضمن فعاليات الاثنين مناقشة ثلاثة محاور، هي اقتصاديّات الثقافة وصناعاتُها , ونحو استراتيجيّة وطنيّة للثقافة , والثقافة الرقمية في حين يشمل اليوم الثالث ثلاث جلسات، تناقش الثقافة والآخر والأمن الثقافي واللغة العربية ومتغيرات العصر .
( بترا )