الفيلم الفرنسي اليوم الثامن في مؤسسة شومان
المدينة نيوز - يتناول الفيلم الروائي الفرنسي (اليوم الثامن) للمخرج جاكو فان دورميل حكاية تطور علاقة إنسانية تنشأ مصادفة بين شخصيتي الفيلم الرئيسيتين وهما تجسدان نموذجين مختلفين من البشر أحدهما إنسان طبيعي والاخر فتى ولد معاقا غير أن ما يجمع بين الاثنين هو حاجتهما إلى الدفء الإنساني.
يشرع الفيلم الذي يعرض في مؤسسة شومان الثلاثاء بتقديم شخصيتيه حيث هاري الموظف الناجح في عمله والمحاضر الخبير في شؤون التسويق التجاري الذي يعلم العاملين في المبيعات الوصفات الأفضل لكسب الزبائن والتأثير عليهم، ويعتبره أصحاب الشركة مثالا للموظف الذي يجب أن يقتدي به الآخرون.
غير أننا سرعان ما نكتشف أن هذا النجاح في العمل يقابله فشل في حياة بطل الفيلم الشخصية وفي علاقته مع زوجته وابنتيه الطفلتين رغم حبه الشديد لهم وتعلقه بهم.
لكن يحدث في إحدى المرات وفيما هو عائد بسيارته بعد محاولة فاشلة في إقناع زوجته بالعودة إليه , يلتقي على الطريق العام بفتى معاق يدعى جورج هرب من بيت الرعاية الخاص بالمنغوليين من أمثاله في محاولة لزيارة والدته .
والفتى المعاق الذي يحب الغناء يعرف أن أمه توفيت منذ سنوات، لكنه يرفض أن يسلم بهذه الحقيقة ويبقى متشبثا بفكرة أنها ما تزال على قيد الحياة ويظل يبحث عنها حتى عبر أغنيته المفضلة احبك يا أمي.
جورج هو البطل الثاني في الفيلم والذي تجسد شخصيته الحالمة لأبعد الحدود المستمتع بأدق عناصر الحياة والطبيعة مثل ملامسة العشب الطري ومعانقة الأشجار النقيض الإنساني الروحي المباشر لهاري.
يحتوي الفيلم على العديد من المشاهد المضحكة المبكية في نفس اللحظة ، حتى أن المرء قد يجد نفسه متلبسا في حالة من التناقض العجيب إذ يضحك والدموع في عينيه ومنها المشاهد المتعلقة بقرار المنغوليين الهرب من بيت الرعاية والقيام برحلة وخطف حافلة من أجل هذا الغرض .
يعطي الفيلم حيزا كبيرا من مساحته لجورج ورفاقه في جرأة غير مسبوقة لتقديم جورج وأقرانه من المنغوليين الحقيقيين في أدوار بارزة قدموها باقتدار شديد.
وينطبق هذا بشكل خاص على شخصية جورج التي أداها ممثل منغولي الولادة ببراعة وجاذبية آسرة وغير متوقعة من إنسان يعاني من هذا النوع من الاعاقة الخلقية التي لا تعكس نفسها فقط على تصرفاته وردات فعله النفسية والسلوكية على ما يحصل معه من إشكالات والتي تتسم بعصبية شديدة، بل أيضا على تكوينه الجسدي الذي لا يخلو من تشويه.
يمتاز المخرج بقدرته على السرد الموجز والجمع بين السرد الواقعي للحدث والمخيلة الرحبة.
(بترا)