متسولون يتقمصون «الجنسية السورية» للحصول على المال

المدينة نيوز - رغم محاولاتها المستميتة لتقليد اللهجة السورية في استدرار عطف زبائن البنك الا انها فشلت في الحصول على مبتغاها، اذ فاجأها احد الزبائن عندما طلب منها اثبات شخصية ليتأكد بأنها فعلا من لاجئي الجمهورية العربية السورية، فعلى باب المول يفاجئك طفل يطلب منك منحه بعض النقود ليتسنى له تناول طعام الافطار مع اخوته، ويغير لهجته ليقنعك انه من سوريا، وسيدات يجُبن الاشارات الضوئية يستعملن اللهجة السورية في حديثهن ليقنعن المتلقي بانهن سيدات سوريات يبحثن عن قوت يومهن.
هذه المشاهد تتكرر يوميا مئات المرات، التسول باسم السوريين اصبح طريقة جديدة للبحث عن عواطف يقابلها دنانير تمنح لهذا المتسول او تلك المتسولة، وفي هذا الجانب يرى استاذ علم النفس في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمود الخوالدة أن محاولات البحث عن الحصول على المال تقف وراء اية ظاهرة تحاكي الواقع الذي يعيشه المجتمع.
ويبين الخوالدة أن المسألة لا تتعدى كونها اسلوب لتحريك عواطف الأردنيين تجاه اشقائهم السوريين اللذين يعيشون في المملكة كلاجئين، مشيرا الى نجاعة هذا الاسلوب لدى الكثير ممن يمتهنون مهنة التسول، اذا انهم يقحمون اللهجة السورية أو الملابس او غيرها للحصول على المال لـ»استدرار» العاطفة.
ويروي الحاج بدر الرواحنة انه اعطى طفلا متسولا ادعى انه سوري الجنسية مبلغا من المال بعد ان بكى امام احد المخابز مدعيا انه جائع وانه لا يملك ثمنا لرغيف خبز، ويؤكد الحاج الرواحنة ان العاطفة غلبته على هذا الطفل فاعطاه مبلغا من المال، لكن الطفل بدل ان يدخل الى الفرن لشراء الخبز فر هاربا من المكان ليختفى عن الانظار.
ويشارك الحاج الرواحنة ما حدث معه السيد لؤي عقل الذي يؤكد انه خضع لعملية نصب قامت بها امراة ادعت انها تنام في الشارع، فما كان منه الا ان طلب من مصلي المسجد ان يجمعوا المال لهذة المرأة ليكتشف انها تزور عددا من المساجد عند صلاة العشاء، وتطلب منهم مبلغا من المال لتستأجر شقة صغيرة في حي شعبي، وبين عقل أن امام احد المساجد اخبره بأن هذه المتسولة ليست سورية وليست من اللاجئين السوريين في الاردن ليعرف انه وقع ضحية لعملية نصب منظمة، كما وقع غيره في ذات الشرك.
ويحذر الخوالدة من ان استعمال الاسلوب العاطفي واستغلال القضايا الكبرى في التسول هو الاسلوب الامثل لابناء هذه الفئة، مشيرا الى ان الاسلوب الامثل لكشف هؤلاء هو اولا عدم منحهم المال، وثانيا التأكد من هويتهم.
ويذهب الخوالدة الى ابعد من ذلك عندما يشير الى ان اسلوب التقمص الوجداني لاستدرار العواطف هو الاسلوب الاكثر نجاحا، وخاصة لدى الاطفال والنساء، ذلك اننا مجتمع عاطفي ننظر إلى فئة النساء والاطفال بالكثير من الشفقة والعاطفة.
ويبقى السؤال المطروح وهو متى نبتعد عن استغلال العواطف للحصول على ما نريد؟ متى نتخلص من ازدواجية التعامل عندما يتعلق الامر بالموازنة ما بين مانحتاج، وما بين ما لا نحتاج؟.(الدستور)