عن اللوز
في طفولتي أصبت "بالتهاب باللوز " ، وتكررت المسألة مرات ومرات ، أذكر وقتها أن الطبيب أشار على أهلي بإزالة اللوز ، للتخلص من الوجع المستمر والمتكرر ، ولكن وبسبب خوفي ورهبتي وقتها من الأطباء والإبر هددت بالهرب فيما لو ردوا على الطبيب وعملوا لي العملية .
أتذكر وقتها أني على الرغم من شدة الالم ، إلا أني كنت استمتع بطعم الدواء / الشراب الذي وصفه إلي الطبيب ، فقد كان طعمه لذيذا وبنكهة فراولة ولا انكر أيضا بأني تمنيت أن يطول التهاب ووجع اللوز لأحظى بأكبر قدر ممكن من المثلجات والبوظة .
اتذكر في ذلك الوقت أن والدي كان يلبي كافة طلباتي خوف أن أصرخ أو أعلي صوتي وأتعب حلقي ويتفاقم الوجع ويزداد الألم ، وقتها والدي كان يوصي أخواني "ديروا بالكوا عالعيل " ، وكم كنت أشعر بالزهو والدلع والتخنج أحيانا.
أحد الأقارب اشار على أهلي بارسالي " لأم خالد " فهي شاطرة وقادرة على رفع اللوز ومعالجة الالتهاب ببعض الأعشاب ، ولشدة خوفهم علي أرسلوني "لأم خالد " ، وقتها بكيت طويلا لحظة أن أدخلت أم خالد أصابعها في حلقي ، ومن شدة الغضب أذكر أني قمت بعضها والهرب من بين يديها ، لكني عدت سريعا فور قيام والدي "بخشخشة بعض القروش " ، فاستسلمت لأصابع "أم خالد " .
أنا لا أتحدث عن قصص الطفولة ، بقدر ما أريد ان أصف جزء من الحالة التي نعيشها .
نحن نعاني من اللوز الملتهبة " والمقيحة " ، فكل الأصوات والدعوات بعلوها وانخفاضها بحزنها وبكائها وعويلها ... إن لم يسمعها أحد ستسبب لا محالة التهابا للوز كونها ستكون صراخا مقهورا .
بالمختصر ... لوزنا نزلن والتهبن وبودنا من يقول لنا " ديروا بالكوا عالعيل ".