وضع الأنثى المأساوي ومنعها من اتخاذ القرارات
تم نشره الثلاثاء 03rd تمّوز / يوليو 2012 12:05 مساءً
وفاء خصاونة
كانت المراة قبل الاسلام مهانة توأد حية وتحرم من جميع حقوقها وكانت سلعة تباع وتشترى حتى جاء الاسلام فأعاد لها مكانتها واعاد لها حقوقها فقد سن لها حق التعليم واختيار الزوج وحقها في الميراث وقد مرت المراة بمراحل عديدة من الاهمال والتطنيش وعدم احترام رأيها على مر السنين والازمان.المراة نصف المجتمع وهي عماد الاسرة فهي التي ترعى ابناءها وتسهر عليهم حتى يصبحوا شبابا يانعين ينطلقوا في المجتمع ليكونوا اعضاء فاعلين .على الرغم من ان المراة وصلت لمراكز حساسة في مجتمعنا العربي وحققت نجاحات باهرة فما زال المجنمع الذكوري هو المسيطر ونظرة المجتمع الدونية للمراة نلاحظها في كل خطوة تخطيها سواء كانت ام او بنت او زوجة وما زالت الافكار الجاهلية والعادات والتقاليد الجاهلية تطاردها وتمنعها من تحقيق طموحاتها.على الرغم من وصول المراة العربية لقبة البرلمان فدورها ما زال سلبي في اتخاذ القرارات ولا يؤخذ برأيها وان حاولت نائبة تحقيق تقدم تجد عشرات الحواجز التي تعيق طريقها لمنعها دون تحقيق ذلك والتقليل من شأنها و قدرتها في التنمية والعطاء وابداء الرأي.المراة ما زالت في عصر الجاهلية وهي محكومة للافكار والعادات والتقاليد المتوارثة ابا عن جد فهي تحرم من التعليم في الارياف وتحرم من حقها في اختيار الزوج فالاب او الاخ الاكبر هو من يختار لها حياتها رغما عنها سواء رفضت او قبلت.واذا اصبحت زوجة تدفع ضريبة زواجها وتحرم من تحقيق ذاتها وتقع عليها مظالم كثيرة من الزوج و تظل صابرة على الظلم لانها تريد الستيرة.وجود المراة في البرلمان هو صوري او شكلي ولا يسمح لها بتنفيذ قرارات وتكون مهمشة تماما.,وضع الانثى مأساوي فهي أبت لنفسها ان تكون معززة مكرمة وركضت وراء الموضة وابراز مفاتنها امام الرجال تقليدا للنساء الغربيات جريا وراء الحضارة الغربية وتركت الحجاب الذي يصونها ويحفظ كرامتها.ان المراة هي التي ارادت لنفسها هذا الانحطاط والانحداروكثير من النساء الغربيات يحسدنها على ما تتمتع به من حقوق فالمراة في المجتمع العربي تؤسس اسرة مبنية على الحب والتفاهم وتنجب ابناء شرعيين بعكس المراة في الغرب فهي مهانة وليس لها حقوق وتباع وتشترى مثل البهائم وتستغل لاشباع الرغبات.ماذا حل بنسائنا المسلمات؟يجب ان تنهض المراة العربية بنفسها وتنظر لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم وتقتدي بهن فقد كان لهن دور كبير في تضميد الجرحى في الغزوات وكان الرسول عليه السلام يستشير السيدة عائشة وخديجة في امور الدعوة وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تجيب عن اسئلة الكثير من الناس في امور الدين ونقلت عن الرسول 2210 حديثا وكان بيتها مفتوحا للسائلات في مسائل الدين.كان للمراة في عهد الاسلام دورا بارزا في الجهاد وفي الغزوات وقد طلبت احدى النساء من الرسول ان تخرج للجهاد في احد الغزوات وتحمل السلاح جنبا الى جنب مع الرجل ولكن الرسول اخبرها ان رعاية المراة لزوجها وحسن معاشرته هو نوع من الجهاد ولكن لم يتوقف دورها عن تضميد جراح المصابين واعمال التمريض ونقل الماء والسلاح للجنود.اما اليوم فقد قلل المجتمع من شأنها ووصفها انها غير قادرة على الانجاز لانها بنصف عقل وخلقها الله من ضلع اعوج وهي غير قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة مع العلم انها تفوقت في الكثير من المراحل الدراسية والعلمية واصبحت طبيبة ومهندسة ومحامية ومخترعة وصيدلانية ونائبة وشغلت كل الوظائف الذي شغلها الرجل ومع هذا ظلت النظرة الدونية تلاحقها واذا مرض شخص فهو يفضل زيارة و استشارة طبيب وليس طبيبة بحجة ان المراة غبية ولا تفهم والطبيب اشطر وأكفأ من الطبيبة مع العلم ان المراة تتحمل مسؤولية اكثر من الرجل واذا وضعت في منصب فانها تنجز اكثر من الرجل ولكن سبحان الله ما زرعه اجدادنا من افكار سلبية بشأن المرأة نحصده اليوم.الى متى ستظل نظرة الرجل للمراة سلبية؟ الى متى ستظل المراة في قفص الاتهام ويشار لها بالبنان؟ آن الاوان ان تنهض المراة من سباتها وتلملم نفسها وتثبت للرجل انها قادرة على مواجهة التحديات مثلها مثل الرجل وربما اكثر.لا اريد ان تفهموني خطأ فانا لا اريد ان تتمرد المرأة على الرجل فهذا لم يطالب به الاسلام ولكن ما اردت ايصاله لكم ان المراة انسانة حساسة وومرهفة ولها حقوق وواجبات فلماذا تحرم من حقوقها؟اذا اخذنا الفتاة في نطاق الاسرة نجد ان البنت ممنوع ان تفتح فمها وليس لها رأي او كلمة في البيت وكلمة الرجل هي التي تمشي في البيت والفتاة المسكينة يقتصر دورها على الكنس والتظيف وترتيب البيت ومساعدة امها اما ان تناقش في امور العائلة او الاقتصاد او السياسة فهذا جرم كبير ويحاسب عليه القانون واذا حاولت ابداء رأيها تعنف وتضرب احيانا وكثيرا ما يقول لها الاخ الاكبر "شو بفهمك انتي بهيك مواضيع ".من المسؤول عن كل هذا التردي ؟اذا كان الاسلام اعطاها حقوق ابداء الرأي فلماذا نجبرها على الصمت وعندما تنتقل لبيت الزوجية يستهبلها زوجها لانها كانت شخصيتها مطموسة في بيت اهلها.المراة يجب ان تعبر عن رأيها ولكن بحدود الادب والحشمة ولا يعني حجابها منعها عن التعبير عن رأيها وقد شهدنا ما كانت تقوم به امهات المؤمنين من ابداء الرأي واتخاذ القرارات.آن الاوان ان نغير من عقولنا المتحجرة ونعود لكتاب الله والسنة ونرى كيف كانت تعامل المراة في صدر الاسلام.