جميل النمري يكتب : لماذا يطفىء الرئيس السراج الذي أضاءه الملك؟!
المدينة نيوز - كتب النائب جميل النمري - :
يوشك رئيس الوزراء ان يطفىء نور السراج الذي أوقده الملك وأحيا أملنا بالتغيير!! فالرئيس يتمترس على الصوت الواحد واقتصار التغيير الذي طلبه الملك على زيادة مقاعد القائمة الوطنية. والزيادة في عدد مقاعد القائمة الوطنية لا علاقة له اطلاقا بالاصلاح بل هو آلية بديلة لتعويض مناطق "الكثافة السكانية" (أو الأردنيين من اصل فلسطيني) بالمقاعد بعد ان تم تثبيت مقاعد الدوائر كما هي في السابق وفي صلب القانون كحقوق مكتسبة من قبل النواب وبرضى وتشجيع رئيس الوزراء.
ان قضية الاصلاح السياسي وقانون الانتخاب تمركزت في النهاية حول شيء واحد هو تجاوز الصوت الواحد فقد أجمعت لجنة الحوار الوطني على هذا المبدأ ووافق الجميع عليه من رأس هرم السلطة الى جميع المؤسسات وكانت المشكلة فقط في التوافق على البديل، وقد اختارت لجنة الحوار الوطني البديل الأجود وهو ( القوائم المفتوحة في المحافظات) لكن حكومة البخيت كان لها رأي آخر هو النظام الفردي ب 3 اصوات في الدائرة ثم الخصاونة ( صوتين في الدائرة ) و لم يخطر على بالنا ابدا انه سيأتي بعدهم من يعيدنا الى الصوت الواحد.
ان اعطاء الناخب صوتين بدلا من صوت واحد في الدائرة بات هو الحدّ الأدنى المشترك لجميع القوى السياسية والاجتماعية ويمكن بالتأكيد دفع الاسلاميين للموافقة حتى لو كانوا حتى الان يتمنعون، لكن "السلطة الحاكمة" لا تريد ان تنزل ولو خطوة واحدة !! ولعمري أن هذا هو العجب بعينه ومن حق الشعب ان "يزمجر" ( حسب تعبير الرئيس الطراونة) في وجه الحكومة على هذا التعنت في زمن الربيع العربي ودروس الثورات من حولنا، وكما ارى فجميع المثقفين الأردنيين والفعاليات السياسية والنقابية والاعلامية تشعر بالخيبة وبطعم الخديعة في هذه العودة البائسة للصوت الواحد..
أما بالنسبة لقوائم التمثيل النسبي الوطنية فاننا نتعجب من الاصرار على ان تكون مغلقة!! وكأن الهدف تفشيلها! ففتحها يتيح للأحزاب والقوى والشخصيات بكل يسر الائتلاف والتلاقي في قائمة مشتركة تمثل تيارا عاما ما دام الجميع لديه فرصة عادلة للمنافسه على تمثيل القائمة بقدر ما يجلب لها من اصوات. ان هذا يجعل السبعة وعشرين مرشحا وهم من شتى مناطق المملكة يشتغلون للقائمة في مناطقهم بكل جهد ومن قلب ورب لكن من سيعمل لقائمة او حتى يبقى فبها اذا كان ترتيبه المقرر سلفا ليس الأول أو الثاني؟! وقد اقترحنا حلا بسيطا أن تترك الحرية للقوائم نفسها ان تكون مغلقة او مفتوحه حسب حاجتها.
بالنهاية نكرر أن الحد الأدنى للتوافق هو صوتين في الدائرة (أو المحافظة ) وصوت لقائمة وطنية "مفتوحة" والكرة في ملعب الحكومة أن تتقي الله في البلد فتتواضع وتفهم أو . . تدير الظهر وتأخذنا الى أزمة لا نعرف مداهاا ؟!