التغيير يبدأ من مصر

أثبتت حقائق الحياة السياسية العربية، أن لا حرب بلا مصر، وها هو الربيع العربي يؤكد ان التغيير يبدأ من مصر ، فاذا نجحت ثورة الربيع في مصر ، فانها حتما ستصل كافة الدول العربية ، رغم تقديرنا واعترافنا باهمية الثورة التونسية المجيدة ، والتي كانت البداية ، وكانت الحلم ، الذي تحقق ، والفجر الذي سطع، حتى عم ضوؤه الوطن العربي، من اقصاه الى أدناه، ولكنها حقيقة الموقع الجيوسياسي ، والديمغرافيا، والدور التاريخي..
ومن هنا كانت، ولا تزال العيون كلها مشدودة الى ميدان التحرير، تراقب وتنتظر، حتى انداحت سحب الظلام، فانتصرت الثورة ، وهزم مرشح الفلول ، والقوى المضادة للثورة ، وعلى رأسها واشنطن والعدو الصهيوني، وعادت الثقة تترسخ بأن رياح الثورة العتيدة قادرة على اجتثاث العقبات ، وعلى تجاوز السدود والحواجز ، التي تعترض سبيلها، وقادرة على توحيد ابناء مصر وثوارها ، من أجل هدف محدد، وهو كنس العهد البائد ورموزه البغيضه ،وافاته وأمراضه، وبناء مصر الجديدة، بسواعد أحرارها، لتشق طريقها الصعب ،وسط الانقاض والركام، وتتوحد مع أمتها كما كانت، وكما يجب أن تكون.
واليوم تعود انظار الجماهير العربية لتتجه الى قصر الرئاسة، الى الرئيس الجديد، تراقب ويدها على قلبها كل خطوة يخطوها ، وكل قرار يتخذه ، لترى ان كان يصب في خط الثورة، وفي مجرى نهج التغيير الحقيقي ، وهي في كل ذلك تخشى من أعداء الثورة، الذين لم يرموا بعد سلاحهم ، ولم يسلموا بالهزيمة ، ينتظرون اي ثغرة؛ ليتسللوا منها، للعبث بالأمن والاستقرار، الذي هو التحدي الاول امام الرئيس، وامام الثورة، ومن هنا ، فان المطلوب من جميع المصريين، ومن ابناء الثورة على وجه التحديد ، الوقوف مع العهد الجديد، لتفويت الفرصة على اعداء مصر ، المتربصين بها ، من خلال احترام القانون، والاحتكام اليه، فهو السبيل الوحيد لدعم الثورة ، والضرب بحزم على يد من يعتدي على المواطنين ، وعلى حقوقهم وارزاقهم، وعلى من يروعهم باسم الدين ، على أن يضع الرئيس نصب عينه ، ترسيخ الثورة ، وترسيخ الدولة المدنية الحديثة ، القائمة على المواطنة ، باقانيمها الثلاثة: العدالة والمساواة والكرامة، وضرب دواعي الفتنة واسبابها ، وانتزاعها من أرض مصر والى الأبد.
ومن رحم كل هذا نشير الى ارتياح الجماهيرالعربية ، وخاصة الشعب الفلسطيني، لرفض الرئيس استقبال مكالمة من نتنياهو ، عدو الامة ، فهذا أول الغيث ، الذي نأمل ان يتكاثر لييصبح سيلا يجرف “كامب ديفيد” ويعيد مصر، احمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر، الى الخندق المقاوم ، لتحرير القدس والاقصى ، والدفاع عن قضايا الامة ، والامن القومي العربي، من طنجة وحتى مسقط.
باختصار.....لا يزال الوقت طويلا للحكم على العهد الجديد ، رغم ان البدايات تبشر بالخير، كما اننا مطمئنون بان جذوة ميدان التحرير، لم تنطفئ، وقادرة على تصحيح المسار، وتجاوز الاخطاء... فهي البوصلة التي لا تخطئ.
حمى الله مصر وثورتها ( الدستور )