السلطة الفلسطينية ... تالياً

تم نشره الأحد 08 تمّوز / يوليو 2012 01:13 صباحاً
السلطة الفلسطينية ... تالياً
عريب الرنتاوي

يوم الخميس الفائت، وتحت عنوان “ضريح عرفات إذ يُنبش من جديد؟”، وبمناسبة كشف ملابسات جديدة حول جريمة إغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، تساءلنا عن سر الحماسة لفتح هذا الملف من جديد...هل هي الرغبة الجامحة في كشف الحقيقة؟...هل هو “فيروس” الصحافة الاستقصائية وقد ضرب بقسوة هذه المرة؟...هل هي الغيرة على دم الشهيد الراحل وقد انفجرت كالبركان بعد سبع سنوات عجاف على الرحيل؟...أم أننا أمام “لحظة سياسية” بإمتياز، يراد بها إعادة إنتاج بعض فصول تجربة “الربيع العربي” فلسطينياُ، ومن بوابة “الشعب يريد الثأر للرئيس”.

وقلنا بالحرف الواحد “لا ندري أين ستتجه طاقة الغضب وعلامات الاستفهام والاتهام في قادمات الأيام...هل ستكون إسرائيل هي الهدف والوجهة للغاضبين والمحتجين، أم أن طاقة الغضب ستنفجر في وجه السلطة، (إن بلغت حد الإنفجار)؟...هل ثمة من “قرر” بأن صلاحية السلطة انتهت أو يجب إنهاؤها....هل ثمة من يرى أنه آن الأوان لإعادة إنتاج تجربة التغيير التي هزت عروش النظام العربي في فلسطين؟...هل ثمة من يعتقد بأنه آن الأوان لتسريع الانجراف الفلسطيني للقبول بفضلات “الأحادية الإسرائيلية” المنتظرة وفوائضها؟...هل ثمة من لديه أجندات خبيئة وخبيثة ستتكشف ملامحها في قادمات الأيام؟...من هو، وما علاقته بنبش قبر عرفات من جديد، من اقترح ومن ساعد ومن سهل ويسّر؟...أسئلة وتساؤلات لا بد خطرت ببالكم (بالكنّ) أعزائي القرّاء عزيزاتي القارئات...وللحكاية صلة”

اليوم سنواصل الحكاية، ولكن من بيروت هذه المرة، حيث يجري تداول “معلومات” على نطاق ضيّق، تجيب ضمناً على بعضٍ من أسئلتنا وتساؤلات...من هذه المعلومات أن “قراراً إقليمياً” قد صدر فعلاً، بفتح ملف السلطة والرئاسة والمنظمة، والهدف إلحاقها بالقائمة الطويلة نسبياً من النظم التي أطاح بها “الربيع العربي”، باعتبار أن “النظام الفلسطيني” القائم، ليس في واقع الحال، سوى “نسخة غير معدّلة” عن الأنظمة المتهاوية، ولطالما كان حليفاً لها، متخندقاً في معسكرها وتحالفاتها، وأن الشرق الأوسط الجديد، ذي الصبغة الإسلامية (في طبعتها الإخوانية بخاصة)، يجب أن يستكمل حلقات تحوّله في فلسطين ومنها، فهي تضفي عليه، كثيرا من “الشرعية”، وهي وحدها القادرة على تزويده بـ”مفاتيح” الملف الأهم في المنطقة، ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

لا تُستكمل حلقات مسلسل طرد إيران من المنطقة، وإضعاف نفوذها وكسر قوسها ومحورها وهلالها، إن لم يصل الأمر حتى منتهاه، وغاية المنتهى هنا تتجلى في “فك إرتباط” إيران وأصدقائها بالصراع العربي – الإسرائيلي، سوريا حلقة مهمة على هذا الصعيد، لكنها تبقى ناقصة من دون فلسطين ولبنان، وثمة ما يشير إلى أن عملاً “استراتيجياً” يجري الإعداد له وراء الكواليس وأمامها، لإنجاز هذه المهمة.

في لبنان، المطلوب تهميش حزب الله ونزع سلاحه وتفكيك جبهة حلفائه وأنصاره، وخلق “معادل موضوعي” لقوته واقتداره، يتخطى حالة الضعف والشتات التي يعيشها “تيار المستقبل” إلى العمل على إنشاء تيار سنيّ أكثر فاعلية في الشارع وميادين المواجهة بكل أشكالها وأدواتها...العمل جارٍ بقوة على هذا الطريق، والمشاكل التي يواجهها الحزب لا تُعد ولا تُحصى، وليس في المجال متسع للخوض في تفاصيل هذه المسألة التي سنعود لتناولها في قادمات الأيام...أما في فلسطين، فقد قطع مشوار “فك الارتباط” بين إيران وحماس، وحماس وسوريا، أشواطاً كبرى، حتى أننا بالكاد بتنا قادرين على تلمس أثر هذه الروابط والتحالفات.

من منظور هذا “المُخطط”، لا تختلف حركة فتح بشيء عن “حزب الرئيس المخلوع” الحاكم – سابقاً – في مصر، أو حزب الرئيس “المحروق” علي عبد الله صالح، أو مؤتمرات القذافي الشعبية، أو حزب الرئيس الهارب زين العابدين بن علي...أما حركة حماس، فليست “أقل حظوة” من “النهضة” التونسية أو إخوان مصر وسوريا، أو حتى عبد الكريم بلحاج في طرابلس الغرب.

وفي المعلومات أيضاً، أن الضائقة الاقتصادية التي تعتصر السلطة، ليست ببعيدة عن “سيناريو” كهذا، وأن مسلسل “الفضائح” الذي بدأ يتكشف تباعاً وفي توقيت متزامن (محمد رشيد مثالاً) هو جزء من لعبة “حرق” السلطة، وتحريض الناس على الإنفصال عنها ومواجهتها، وهي مهمة توفر السلطة ذاتها، كل عناصر نجاحها بأدائها الكارثي، ولا تستبعد مصادر المعلومات أن يكون انفتاح حماس على بعض العواصم العربية التي ظلت مغلقة في وجهها لسنوات طوال ، إنما يعود – من ضمن أسباب أخرى – لضغوط هذا المحور الإقليمي الذي يلعب دوراً متزايداً في تقرير وجهة الأحداث في المنطقة وتحدد إتجاه بوصلتها.

وتربط مصادر المعلومات بين التوجه لفتح ملف السلطة بجملة أحداث وتطورات، وقعت أو في طريقها إلى ذلك...أهمها على الإطلاق، نهاية طريق المفاوضات و”حل الدولتين”، واتجاه إسرائيل لإنسحاب أحادي الجانب من مناطق الكثافة السكانية في الضفة الغربية، وبما يعيد للأذهان، سيناريو الإنسحاب الأحادي من غزة، وما أعقبه من إنتخابات و”حسم” و”تهدئة” وبقية فصول القصة التي نعرف.

المصادر تقول أن القراءة الاستراتيجية لهذا المحور تنطلق من فرضية أن فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تتضاءل بشكل متسارع، وأن المنطقة مقبلة على “فراغ” ستعجز السلطة عن ملئه، ما يبقي الباب مفتوحاً لإعادة إنتاج “سيناريو غزة”، ولكن بحضانة إقليمية يسعى القائمون عليها لمدّها دولياً.

قد يبدو السيناريو الحالي مبالغاً فيه، وقد يقول قائل بأنه يتسم ببعض التطيّر...لكن من قال أن المال والإعلام (80 بالمائة مملوك منهما مملوك من بضعة دول عربية فقط) لم يلعبا دوراً مهماً إن في تحريك الشوارع العربية، أو في توجيه دفة الأحداث والتطورات التي أعقبت سقوط الأنظمة وبناء توازنات القوى الجديدة في المنطقة.

قد تكتب لهذا السيناريو فرص النجاح وقد يتعدّل أو يتعثر...لكن الحقيقة التي لا جدال فيها تقول: أن السلطة ليست محصنة في وجه “هبوب الرياح العاتية” التي قد تأتيها من عواصم الملح والرمال، فلا هي قادرة على الخروج من شرنقة خياراتها المأزمة في التعامل مع المشروع الوطني الفلسطيني، ولا هي واقفة على أرض صلبة ومتماسكة فيما خص بنيتها التحتية وعلاقتها الداخلية وإدارتها لشؤون البلاد والعباد، ما يدفع على الإعتقاد، بأن مهمة “المحور الإقليمي” في فلسطين، قد تكون أكثر يُسراً وسهولة من مهمتيه السابقة والحالية، في ليبيا وسوريا ،المسألة رهن بقدرته على استحصال ضوء أخضر من إسرائيل أولاً، ومن بعدها ستنهال “الأضواء الخضراء” من عواصم القرار الدولي (إقرأ الغربي) تباعاً...حتى الآن تبدو صورة المواقف الإسرائيلية والدولية ضبابية بعض الشيء......حتى الآن لا نعرف ما إذا كانت حماس على بيّنة مما يعد في “الغرف السوداء” لبعض حلفائها، وما هو موقفها من سيناريو كهذا، الصورة هنا ضبابية أيضاً...ومن يعش ير. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات