عمالة الأطفال .. من المسؤول عنها
![عمالة الأطفال .. من المسؤول عنها عمالة الأطفال .. من المسؤول عنها](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/16087.jpg)
عمالة الأطفال كظاهرة مثيرة للقلق في كافة دول العالم، وتعتبر حالياً من أهم القضايا التي يسعى المجتمع الدولي للتصدي لها، والحد من تفاقمها، حيث يقدر عدد الأطفال العاملين في العالم بـ 250 مليون طفل من الفئة العمرية (5-14) عاماً.
ومن المعروف بأن أخطر مرحلة في حياة الإنسان هي مرحلة المراهقة ومرحلة الطفولة المتأخرة وهي المرحلة الأهم والتي تحدد اتجاه الطفل سلبياً كان أم ايجابياً .
كونها المرحلة التي تفصل بين الطفولة والشباب ويبدأ الطفل بالتمرد على كل ما حوله ويرى نفسه أنه رجل رغم صغر سنه فيما أن أفعاله لا تدل على رجولته ، وفي هذه المرحلة تلعب الأسرة دوراً مهماً في حياة المراهق لذلك فإن غياب أحد الوالدين وبالأخص الأب سيعرض حياة المراهق الى مخاطر عدة.. منها ظاهرة عمالة الأطفال التي أصبحت ملفتة للنظر في شوارعنا وأسواقنا.
فعند الإشارة الضوئية تجد عددا من أطفال يتسابقون للوصول الى السيارات حين توقفها عارضين بضاعتهم " سلعهم التافهة " التي بحوزتهم سواء كانت مناديل ورقية أو علكة أو غيرهما، ومنهم من يتوسل بالسائق للشراء وآخر يقلل من سعر بضاعته لصيد الزبائن .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أين دور الأسرة، وماذا يجب على الحكومة أن تفعل تجاه هذه الظاهرة؟
شخصياً أرى بأنه يجب على الآباء والأمهات في هذه المرحلة الحرجة من عمر الأطفال أن يكونوا مطلعين على ما يدور في أفكار اطفالهم قريبين منهم ومصادقتهم والتعامل معهم بلطف وتقديم ما يحتاجونه وإفهامهم بالأخطاء بصورة غير عصبية وبرفق وتوجيههم توجيها تربويا وزرع حب الدراسة والعلم فيهم و مساعدتهم على توفير ما يحتاجونه في هواياتهم من الرياضة أو الفن أو الأدب أما الأبناء فاقدي الوالد فعلى الوالدة أن تأخذ دوره وعدم وضعه موضع الرجل والضغط عليه بالعمل وتحميله المسؤولية وهو صغير ويجب هنا الا نغفل دفع بعض الاباء والامهات ابناءهم على هذا السلوك لعوزهم وفقرهم ؟؟
أما الحكومة يجب عليها أن تضع بعض الآليات والاستراتيجيات والخطط الوطنية لخلق نظام عمل يوفر حماية أكيدة للأطفال من الفقر، وسوء المعاملة، وحفز الأطفال على اكمال دراستهم، ووضع آليات تحمي الاطفال من ضغوط اسرهم لترك المدارس، كذلك وضع آلية للحد من عمالة الأطفال ومحاسبة ذويهم وبعض ارباب العمل الذين يشغلون اطفالا لما لهذه الظاهرة من عواقب وخيمة كونها تخلف جيلا ربما ينخرط بعضه في أعمال أجرامية تحت وطأة الأغراء بالمال ، كذلك من الضروري إعادة تأهيل ودمج الأطفال المودعين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والاهتمام بالأطفال الذين كانوا ضحايا طلاق الوالدين والاسر المفككة واحتضانهم للعيش بكرامة.