عن الأمني والسياسي في الأردن

تم نشره الأربعاء 11 تمّوز / يوليو 2012 01:56 مساءً
عن الأمني والسياسي في الأردن
سامي الزبيدي

سألت نفسي : هل ثمة رابط بين عودة العنف المجتمعي والجامعي وبين تراجع حضور الحراك الشعبي والشبابي في المحافظات؟
ربما هناك من يستنكر الربط بين الظاهرتين لكنني اجد بينهما حبلا سريا يجعلهما مترابطين بحيث ان غاب طرف حضر الطرف الاخر، ففي اوج النشاط الحراكي اختفت الاشكال العنفية المنفلتة من عقالها سواء في الارياف او في الجامعات اذ كان النشاط الحراكي السياسي يمتص فائض الغضب الشعبي ويفرغه على شكل احتجاجي راق وحضاري وبشعارات تعلو وتهبط لكنها سياسية في مطلق الاحوال ولا تترافق مع أي مظهر من مظاهر العنف ثم ما لبث العنف ان تسرب الى الحراك سواء في الشعار السياسي او في السلوك الميداني الى ان اضمحل الشكل القديم من الحراك لتعود الاشكال العنفية لتتسيد المشهد فالاحتجاجات الاخيرة على انقطاعات المياه لم تكن سياسية بل منفلتة من أي عقال وكأنها ليست موجهة ضد سياسات قاصرة بقدر ما هي ضد الدولة كوجود فيزيقي.
من تمنى وأد الحراك لم يكن ليعي ان هذا الشكل الاحتجاجي مظهر ايجابي يمكن التفاهم معه سياسيا ومن خلال طاولات الحوار، لكن حالات الغضب المنفلت من كل عقال يستحيل التفاهم معها وبالتالي ستشكل عبئا إضافيا على المؤسسة الأمنية بكل تنويعاتها فالغاضبون غير السياسيين يصعب الوصول معهم إلى تفاهم بعكس المسيسين الذين يتقنون ادبيات الحوار.
قبل السابع من كانون الثاني العام 2011 أي طوال عام 2010 كان العنف المجتمعي يضرب بشكل متنقل بين البوادي والأرياف والجامعات لكنه هدأ تماما مطلع العام 2011 حتى اختفت الظاهرة وبرز بدلا منها حالة احتجاج سياسي ممثلة بالحراك اتسمت بالسلمية وباتزان الشعار السياسي وبدلا من الوصول الى منتصف المسافة مع الحراك جرى القفز عنه بل وبذلت محاولات لتحجيمه في وقت كان يمكن ان يكون مناسبة لإزالة الاحتقان بشكل منظم وسياسي، لكن عاما ونصف العام على الحراك غير المعترف به افضى الى تحول جزء منه الى حالة احتجاج رثة وعنيفة وبلا افق سياسي فيما احتجب الجزء الاخر عن الفعل الاحتجاجي و في النهاية تمكن القوم من اضعاف الحراك لكن الساحة امتلأت بالعنف مجددا وهو عنف منفلت لا يمكن ضبطه سياسيا بل فقط من خلال الادوات الامنية.
تتحمل المؤسسة الامنية مخرجات السياسة الداخلية وينحصر العبء عليها او يكاد والاصل ان يتحمل الساسة مسؤولياتهم وان لا يلقوها على عاتق الامن ففي العلاقات الدولية حين تفشل الدبلوماسية تندلع الحروب والمثل يمكن ان يعمم داخل حدود الدولة الوطنية فحين يفشل الساسة يضطر الامن للتحرك . ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات