اتصالات وحكي فاضي ومعاكسات وموبايلات
المدينة نيوز- خاص- عبدالله شيخ الشباب - :
قديماً قالوا إن رزق الهبل على المجانين والمجنونات ، وعلى هذا فقد اتضح لي أن أفضل المشاريع المجدية للـرّبح والإستثمارات في رأيي هي مشاريع الإتصالات ؛ التي تـُستعمل فيها هواتف الخلويـّات ، لأنه ثبت لي أن التجارة بالمكالمات الهاتفية هي أحسن الطرق لشركات الإتصـالات لجني الملايين والمليارات من اليورو الدولارات وغيرها من مختلف العملات.
فالملايين من أبناء الشعوب العربية؛ لايجيدون في حياتهم للأسف سوى الثرثرات، وارسال واستقبال المسجات على هواتفهم النـّقالة والخلويـّات ، ولايعرفون غير قول وكتابة الهردبشات ؛ والتي غالباً ماتكون معظمها أحاديث ورسائل تافهات ، وليس من ورائها أية فائدات ؛ وعند سماعها وتفحص فحواها سنكتشف للوهلة الأولى أن عقول أصحابها خالية الوفاض من المضمونات ، وأنه ليس فيها غير الهواء فقط كمحتويات.
لأن كلام ومراسلات معظم مستخدمي الموبالات عندنا مع كل أسف ليس إلا لطق الحنك والكذب والعرط والخرط والحكي الفاضي والتسالي والمغازلات ؛ فضلاً عن أنها بهدف المعاكسات والإزعاجات والمضايقات والتّحرّشات والمسـبـّات.
لو ركّزتم معي بما أقوله ياأخوة وياأخوات ؛ لوجدتم أن كل من يقومون بتلك النـّوعية من مثل هذه الإتصالات ومن تلك التصرفات ؛هم أولئك الفارغون والفارغات ؛ وأيضاً هم المراهقون والمراهقات ، وستجدون أنهم من مختلف الأعمار والفئات ؛ شباباً وفتيات، ورجالاً وسيدات، وأيضاً ختياريـّة وختـياريـّات ؛ ومن الذين ليس لديهم في الحياة أية أعمال ولا أية مشغلات ، وستجدون أنهم أيضاً ممن يعيشون حياتهم بلا أدنى أية مسؤوليـّـات ، وممن لايجيدون في حياتهم سوى الأكل والشرب والنوم والمضاجعة وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والكليبّات، ومتابعة المسلسلات التركيـّات المدبلجات، ووضع السلاسل وارتداء آخر ماوصلت اليه خطوط الموضة من صرعات .
وحينما تركـّزون أكثر ستجدون أنهم لايعرفون في حياتهم غير قضاء الليل بطوله وهم جالسون بالقرب من المخدّات ،أو وهم مستلقون على الفرشات تحت الشراشف والبطــّـانـيـّات ، وهم واضعين الخلويات على آذانهم يثرثرون طوال الوقت بالساعات ، ثم يقضون النهار بعد ذلك وهم دايرين ودايرات ، يدورون بالسيـّارات ما تبقى لهم من وقت في الشوارع والطرقات ، أو سترونهم يتسـكـّـعون في الأزقة والحارات ، وينظرون الى النوافذ والشبابيك والبلكونات ، وبعدها يقومون بتصرفات عجيبات غريبات هنا وهناك بهدف لفت أنظارغيرهم من الشباب والفتيات ، بما يفعلونه أمامهم من حركات، وبما يـُحدثونه من أصوات مزعجات منكرات تشبه في نغماتها الى حد كبير أصوات الحمير وأصوات بعض الحيوانات ؛ اعتقاداً منهم أنهم بتصرفاتهم هذه سـيُـقـال عنهم أنهم ماشاء الله عليهم فهمانين وفهمانات ، أو أنهم حلوين وحلوات ، أوأنهم ظريفين وظريفات.
والمشكلة أنهم بغبائهم وحماقتهم يعتقدون أنهم بهذه الطرق سيكون لهم معجبون ومعجبات ، في حين أنهم لايعلمون حقيقة أمرهم ؛ أنهم هاملون وهاملات ، وأنهم ساذجون وساذجات ، وصايعون وصايعات ، وضائعون وضائعات ، وأنهم في حاجة ماسة الى لفت نظر وتفهيمات وبهدلات .
وفي الختام أسأل الله لأمثال هذه المخلوقات الغبيـّات بالهدايات، طالباً منهم الإلتفات الى مستقبلهم بالذات ، والبعد عن مثل هذه السلوكيات التافهات ، والإبتعاد أيضاً عن مثل هذه التصرفات الشائنات ؛ والإبتعاد كذلك عن مثل هذه الممارسات المستهجنات .
فالوطن ياأخوان وياأخوات ؛ لاتبنيه الأيادي الحاملة دائماً للموبايلات ، ولا تبنيه أيضا العقول الفارغات المليئة بالتفاهات والخرافات والخزعبلات ، بل تبنيه فقط سواعد أبنائه العاقلون والعاقلات ، وأصحاب العقول النـّيـّرة المليئة بما وصل اليه العلم من مختلف المعلومات والإكتشافات والإبتكارات .
وأخيراً وليس أخيراً ؛ عظيم التقدير وكل الإحترامات من " عبدالله شيخ الشباب " شخصيـّاً الى جميع المخلصين والمخلصات..
عبدالله شيخ الشباب ـ طالب مدرسة