صناعة التوتر.. مدينة الرمثا كمثال

تم نشره السبت 14 تمّوز / يوليو 2012 11:51 صباحاً
صناعة التوتر.. مدينة الرمثا كمثال
أحمد ابوخليل

لم يكن اقتحام جامعة العلوم والتكنولوجيا الخيار الأول ولا حتى العاشر عند عدد من أهالي مدينة الرمثا وما حولها، وذلك سواء فيما يتعلق بقضية أراضي الجامعة التي تم استملاكها لأغراض عامة وفوجئ أصحابها الأصليون بتمليكها لأفراد، أو فيما يتعلق بقضية المفاعل النووي التعليمي الذي يقام هناك من دون أن يحصل على الترخيص "الرسمي" ويحيطه الغموض ولا تعلن أية جهة موقفها من المخاطر المحتملة التي يتحدث بها الخبراء والمختصون قبل السكان.
في الحالتين سلك الناس على مدار سنة كاملة سلوكاً في منتهى الهدوء، وكانوا يطالبون بإجابات مقنعة واضحة، وطرقوا كل الأبواب الرسمية، وقد توفر زمن معقول كان يمكن فيه للجهات الرسمية أن تتصرف، أو على الأقل أن تتعامل باحترام مع الناس وتعطيهم إجابة موحدة، لا كما حصل بالفعل حيث ووجهوا بإجابات متناقضة مستهترة، وحتى عندما أحيلت قضية الأراضي الى وزارة العدل، فإن الناس لم يفهموا ما يجري، وهناك كلام كثير عن أسماء كبيرة وجهات مستفيدة من شراء الأراضي تمنع السير بالقضية وفق القانون.
أما بالنسبة للقضية الأكثر سخونة حالياً نظراً لأنها تشمل جميع السكان في المنطقة، اي قضية المفاعل النووي، فإن سلوك المواطنين كان هنا أيضاً في غاية التحضر، فالأصل أن بناء المفاعل يقابل بالترحيب، وهذا ما حصل فعلاً عندما كان المشروع فكرة، ولكن مجريات العمل والغموض المرافق وخاصة من قبل مدير المشروع الدكتور خالد طوقان الذي يرى الناس أنه يتصرف بفوقية متجاوزاً المسار الطبيعي لمثل هذا المشروع، ثم قيامه بشتم معارضيه بعبارات قاسية ومن دون أدنى محاسبة، كل ذلك دفع الناس لرفع وتيرة تحركهم، ولكنهم واصلوا التصرف بمنتهى المسؤولية، واستأنسوا برأي الخبراء والمختصين، بل وخاطبوا الشركة المنفذة الكورية وتواصلوا مع سفارة كوريا، وغير ذلك من خطوات هادئة.
لم يكن سراً أن الناس في الرمثا والمدن والبلدات القريبة كانوا في الفترة الأخيرة بصدد التصعيد، وقد أعلنوا ذلك بوضوح، ولكن أحداً لم يكلف نفسه عناء الانتباه، ولم يكن المطلوب الاستجابة بالمطلق للمطالب بلا نقاش، فقد ظل الناس يبحثون عمن يعطيهم إجابة تحترم عقولهم.
الخميس الماضي حصلت بداية التصعيد بالفعل، ولكن سوف تخطئ الحكومة مرة أخرى إذا استنتجت أن التراخي الأمني أو "ضبط النفس" هو السبب، وذلك كما أوحت في اجتماعها الأخير. إن للقصة جذراً واضحاً يحتاج لإجابات واضحة، والأمر بسيط يمكن فهمة من خلال وضع مصلحة الأفراد المستفيدين من تملك الأراضي ومن مشروع المفاعل في كفة، ومصالح مئات ألوف الناس في الكفة الأخرى، وإجراء الموازنة اللازمة.. والله من وراء القصد .( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات