الأمير تركي بن طلال : مبادرة نلبّي النداء لإغاثة اللاجئين السوريين جهد إنساني بحت

المدينة نيوز - قال الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز إن الدور الذي تقوم فيه مبادرة نلبّي النداء لإغاثة اللاجئين السوريين جهد إنساني بحت.
وأضاف– خلال تواجده في الأردن لمتابعة تنفيذ المبادرة في إغاثة العشرات من الأسر السورية في المفرق والرمثا وعجلون – في حديث لـ «الرأي» إن المبادرة لا علاقة لها بالشؤون السياسية.
وقال «لا علاقة لـ (نلبّي النداء) بالموضوع السياسي السوري تحديدا، فالمبادرة ثمرة تعاون بين أشخاص مخلصين لإغاثة المحتاجين والمظلومين عندما يستلزم ذلك وفي عدة بلدان وقبل الأزمة السورية بسنوات، ودون النظر للعرق أو الدين أو المذهب، رغم أن الأقربين أولى بالمعروف».
وقال «المبادرة تتعامل مع قضايا داخل المملكة العربية السعودية تتعلق بإصلاح ذات البين والعفو عن القصاص ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وعلى المستوى العربي في إغاثة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان».
وبين أن المبادرة لبّت في السابق نداءات الاستغاثة للبنانيين بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 2006، والفلسطينيين إثر العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2009.
وتمثّل مبادرة نلبّي النداء التي نادى إليها الأمير تركي جزءا من نشاطاته في العمل الإنساني، حيث بادر سابقا لقيادة عمليات إغاثية من أبرزها إغاثة برية للجمعيات الأهلية إبان الحرب الإسرائيلية في تموز 2006 على لبنان، وإبان الهجوم الإسرائيلي على غزة في كانون الثاني من عام 2009 ونقل مواد الإغاثة الطبية ونقل الجرحى وإدخال الإعاشة للمتضررين وقت الحرب.
وفي إغاثة اللاجئين السوريين، تؤمن مبادرة نلبّي النداء إيجارات شهرية حتى نهاية العام للعديد من الأسر ، بالإضافة إلى تحمّل جزء من تكاليف مركز إيواء في الرمثا يضم المئات أيضا، بالإضافة إلى تغطية الاحتياجات التموينية وأثاث المساكن والاحتياجات الشخصية والطبية، من خلال فريق عمل يسهر على راحة المستفيدين من خدمات المبادرة.
وحدد الأمير تركي ملامح الأشخاص الذين من الممكن اشتراكهم ضمن فريق المبادرة وهم «كل شخص لديه القدرة على العطاء بجدية وبإخلاص».
وقال إن فريق العمل هم مجموعة من التقنيين في أعمال الإغاثة والمتطوعين ممن لديهم القدرة على التعبئة السريعة، وإيجاد الشريك ذي المصداقية، وتنفيذ الخطوات العملية والمالية بشفافية عالية.
وضرب على ذلك مثالا، المشروع الثالث ضمن مبادرة نلبي النداء، وهو مشروع إعداد وتحريك حملة مساعدات برية من الرياض، الهادف لدعم الاحتياجات الماسة من ناحية الغذاء والأثاث والنظافة والأدوية من الإسعافات الأولية، حيث يتم تسليم 50% من الحملة للهيئة الخيرية الهاشمية، و20% لجمعية الكتاب والسنة، فيما تقوم المبادرة باستلام وتوزيع 30% من المساعدات.
وقال «في هذا العمل، من الواجب أن يكون اختيار الشريك قائما على أسس صحيحة، فأي خطأ في العمل وفي اختيار الشريك يتحوّل العمل الإغاثي إلى كارثة، لأننا نتعامل مع مشاعر أناس في وضع حساس ويجب مراعاة ذلك».
وحول أسلوب العمل الإغاثي الذي تضطلع به المبادرة، قال الأمير «في كل عمل إغاثي، نكوّن محفظة مالية، تعرض على رجال الأعمال والمهتمين بالعمل الإنساني، ثم نبادر بعد ذلك في تطبيق الأفكار والمشاريع على أرض الواقع».
وتحدد مبادرة نلبّي النداء في موضوع اللاجئين السوريين هدفين رئيسين في التعامل مع الحالات المستعصية، هما إيواء النازحين وتضميد جروح المصابين.
ولتحقيق هدف إيواء النازحين، عملت المبادرة على دعم تنفيذ وحدات سكنية مع الهيئة الخيرية الهاشمية والأمم المتحدة، وإسكان الحالات المستعصية في المفرق وعجلون، وإعداد وتحريك حملة مساعدات بريّة من الرياض، فيما تعمل المبادرة لتحقيق هدف «دعم الجانب الصحي» على متابعة ونقل وعلاج الإصابات المستعصية من الجرحى وتقديم برنامج دعم نفسي للحالات الخاصة ودعم جمعية المركز الإسلامي في المفرق.
وأكد الأمير أن دور المبادرة إغاثي بحت.
وحول بيئة العمل في الأردن، أكد الأمير تركي على أن الأردن كان على الدوام سباقا في العمل الإغاثي.
وقال «عندما طرحنا الفكرة على جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، رحب جلالته بالفكرة، وبدأنا الشراكة في إغاثة اللاجئين السوريين في الأردن».
وقال أيضا إننا لم نجد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في الأردن إلا كل مصداقية، فالأمر إنساني بحت.
وأشار إلى أن الجهود الإغاثية بين المبادرة والأردن كانت قائمة منذ سنوات، وفي حرب لبنان والعدوان على غزة تحديدا.
وحول آفاق عمل مبادرة نلبّي النداء في الأردن، قال الأمير تركي إن المرحلة الأولى انتهت، وسنعمل على إنشاء محفظة جديدة نعرضها على الشركاء المحتملين، ونباشر العمل في المرحلة التالية، التي ستتضمن توسعة رقعة المستفيدين من الخدمات من اللاجئين، وإنجاز ذلك خلال شهر رمضان المبارك».
ووجه الأمير تركي رسالتين إلى أصحاب رؤوس الأموال والقادرين على العمل التطوعي.
وقال «أما من أعطاه الله ووسّع عليه وأراد كسب الثواب والأجر والتأكد من أن مساهمته هي في مشروع واضح المعالم وذي أهداف محددة، فليساهم معنا، ومن يستطيع تقديم جهده وخبرته وعلاقاته، فليبادر أيضا للمشاركة معنا في المبادرة». ( الرأي )