التاريخ و أصحاب القرار
قال تعالى: "أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "
ليت لصناع القرار العرب القمعيين عقولاً يستخدمونها لتفسير هذه الآية و تأمل معناها!
ملك قارون خزائن الأرض فأين هو الآن ؟
و قال فرعون "ما علمت لكم من إله غيري " فأزاله الله على يد العبد الضعيف موسى عليه السلام
ثم رأى هتلر أنه سيحكم العالم و هو الآن لا يحكم نفسه .. و القصص كثيرة.
هذه سنة الكون .. لا بد لليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر .. و مهما طال الجبروت و الغطرسة فإن طوفان الحق و الخير لا بد أن يأتي ليزيل كل معالم القذارة و الروائح الكريهة التي تفوح من إبط الأنظمة الفاسدة المتعفنة و ليهدم كل أوكار الفساد و عصاباته و التي ينميها بعناية الديكتاتور الأكبر و شياطينه و قطعانه.
و لندع التاريخ القديم و نأتي للتاريخ الحديث و الحديث جداً .. لماذا لم يتعلم حسني مبارك من نهاية الحبيب بن علي ؟ و لماذا راهن مبارك على جلد الشعب و قوة جهازه الأمني الفظيع؟ لماذا لم يعمل سريعا على تغيير الدستور و يحدد موعداً لانتخابات نزيهة شفافة قبل أن تبدأ الأحداث في مصر ؟ ..
القذافي أيضاً .. كانت الأمور تجري أمام عينيه و رأى مصير أصدقاء الأمس و لكنه أصر إلا أن يدمر بلده و شعبه و نفسه!!
ثم جاء علي عبدا لله صالح .. كابر و كابر إلى أن حرق و كاد يقتل فأيقن أن لا مجال لبقائه! يا حبذا لو تنحى قبل كل الأحداث المؤسفة التي حصلت في اليمن
و ها هو الأسد الغضنفر السوري .. تماماً كأسلافه، ينكر وجود الثورة بالأساس، و يتهم المجموعات الإرهابية .. تماما كما فعل القذافي .. و يسفك الدماء هنا و هناك .. هذا الديكتاتور أيضاً لم يحفظ الدرس و ينتظر أن يدمر شعبه و أرضه و نفسه و أن يلقى في مزابل التاريخ!
السؤال: لماذا جميعهم يتصرفون بهذا الشكل ؟ أليس منهم رجل رشيد؟
و الأهم ليس من قد مضى به الحكم و إنما من لا زال ينتظر أن يصل إليه الطوفان و لا يحرك ساكناً .. يسير خطوة باتجاه الإصلاح ثم يعود خطوتين للوراء .. يصر أن يتبع من سبقه .. و يراهن كما الآخرون على صبر الشعب و جلده.
فلماذا لا يجنب أصحاب القرار و السلطة بلدانهم الدمار و الدماء و تدخل الأجنبي و يخطو خطوات واضحة جلية باتجاه الديمقراطية و احترام الشعب الذي يحكمون؟ سؤال لا أظنني سأجد له جوابا آخر غير عنوان مقالي!!
عندنا في الأردن مثلاً لا أفهم لماذا الإصرار على قانون الصوت الواحد؟ على الرغم من كل الأصوات التي تنادي بتغييره؟ مناكفة سياسية لا غير؟ أم خوف من وصول صاحب فكر إلى موضع صنع القرار؟ و ما الذي حدث ليعود نظام الصوت الواحد للواجهة بعدما تم التأكيد مراراً أن لا عودة لقانون الصوت الواحد؟
لماذا تمت التغطية على قضايا الفساد الكثيرة و تم اختزال كل الفساد الذي حصل بجلسات يجلسها الذهبي تباعاً لا نعلم إلى أين؟
و لماذا لا زالت الأسعار في ارتفاع مستمر تحت رعاية حكوماتنا الرشيدة ؟ أهو دفع للشعب ليثور أم ماذا؟
أرجوكم يا أصحاب البدل و الظهور الإعلامي و القرار السياسي.. أرجوكم ارحموا البلد و أهل البلد و انظروا حولكم .. انظروا حولكم جيداُ، و اتعظوا قبل أن نصل إلى نقطة اللارجوع فنعض جميعاً أصابعنا ندما.ً
اللهم احم أردن الرباط و اهد أصحاب القرار لما تحب و ترضى و وول أمورنا خيارنا، و طهر أرض الأردن المباركة من كل فاسد .. آمين آمين آمين.