القيادات القديمة
لازالت القيادات القديمة والتقليدية تؤمن بضرورة الالتزام بمبادئ العمل والنظريات التي تم صياغتها من اجل السيطرة على الاخرين ولكي تبقى الحرية المطلقة لها لممارسة اعمال الفساد الاداري ةالمالي وتدمير المستقبل لأي منشأة .
حيث انها ملتزمة باختيار الكوادر البشرية العاملة تحت ضلها ضمن مواصفاتها المعهودة والتي تعتمد على ان تكون تلك الكوادر مخلصة للقيادة ومنتمية لها بغض النظر عن الكفاءة لأن القيادة تؤمن بأن هذه النوعية من الكوادر ستعمل على توفير الحماية الادارية والقانونية والمالية وستكون خط الدفاع الاول عن القيادة بكل الظروف .
ولازالت القيادات تتعمد اتباع اساليب العمل القديمة والتي تخلو من الرقابة على الاعمال والتخطيط للمستقبل والابتعاد كل البعد عن فرق العمل الجماعية, لذلك فان سبيلها الوحيد هو اختيار طواقم تؤدي الولاء والطاعة فقط من اجل حماية المصالح والدفاع عنها .
هذه هي اساليب العمل التي لازالت متبعة في وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية .
فالقيادات الحديثة اصبحت تستخدم الكفاءات البشرية المعززة للتكنولوجيا وتعمل بطرق الخلايا الجماعية من خلال تقسيم الاعمال وتوزيعها بين افراد الخلية الواحدة للوصول الى اسرع الانجازات .
فالنهوض بالانتاجية وبالخدمات لدى مؤسستنا بحاجة الى قيادات رائدة تؤمن بضرورة توظيف الكفاءات وانشاء فرق العمل الجماعية والتي يجب ان تكون متناسقة لان فرق العمل الجماعية هي الحل الامثل لانجاز الاعمال وتحقيق الانتاجية المطلوبة فانفراد القيادات بالقرار هي من اسباب فشلنا وتؤخرنا عن باقي دول المنطقة فمهما كانت تلك القيادات على درجة عالية من الخبرة والكفاءة فان عملية التفرد بالقرار هي عملية سلبية .
فقد اصبح هناك خلط ما بين مفهوم القيادة والادارة لا نه ليس كل اداري قائد وانما كل قائد هو اداري لذلك فانا اعتقد انه لايوجد لدينا في الاردن قيادات وانما هي ادارات تم ايجادها بطرق غير ديمقراطية وسعت تلك الادارات لافشال نفسها من خلال سوء اعمالها والتي ادت الى انتشار ظاهرة الفساد بكافة اشكاله وعدم احداث أي نوع من انواع التنمية في مؤسساتنا .
وبشكل عام فان القيادات والادارات تتطور كغيرها من منظمات الاعمال فاذا لم تقم القيادة بتطوير اساليبها ونظرياتها فانها ستنقرض وستتعرض لهجوم شديد من قبل العاملين تحت ضلها ومن المنافسين لها اذ أنها قد تتلاشى بسبب سوء ادارتها وبسبب اخطائها الفادحة التي حتما ستقع في شركها لان اساليب وطرق اعمالها اصبحت تقليدية ولا وجود لها في خارطة العمل الحديث .
لذلك فانه يتوجب على جميع القيادات والادارات ان تواكب التطور في العالم الخارجي وان تتماشى مع اخر ابتكارته حتى تستطيع ان تحافظ على كيانها وعلى الافراد العاملين لديها لان أي فشل في أي جانب من جوانب الاعمال فانه يبدأ من القيادة الى ان يمتد الى كافة القطاعات التي تتصل بالقيادة حيث سيقود ذلك الفشل في النهاية الى السقوط الكلي لتلك القيادة بسبب اعمالها والتي لم تعتمد في يوم من الايام على مبادئ الكفاءة او النزاهة او العدالة وانما كانت مبنية على الفساد بكافة اشكاله .