تم محوه بالكامل !

مشروع المفاعل النووي البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالرمثا تم ‹محوه› بالكامل !.
عملية التدمير تبناها تلميحا ما يسمى بتجمع العشائر المستملكة أراضيها في الرمثا بحسب بيان لم ينكره احد , وقبل ذلك نجح تجمع مماثل جنوب البلاد في العقبة وفي الديسي تحديدا في تأليب الرأي العام ضد الشركات الزراعية بهدف استرجاع أراض تستأجرها بزعم أنها واجهات عشائرية وهو ما لقي استجابة حكومية بإلغاء العقود وإبتكار ما يسمى بالتعاونيات لتسليم الأراضي للأهالي.
وقبل ذلك تعرض المدير الكندي لإعتداء عندما اقتحم موظفون وعمال غاضبون مبنى إدارة شركة البوتاس العربية , وحدث ذلك في شركة الفوسفات , وفي الإسمنت الأردنية الفرنسية في هجوم مماثل أعقب تحريضا ممنهجا ضد الإستثمار الأجنبي في الشركات الثلاث ما دفع الحكومة لإختيار الحل الأسهل بتغيير إدارات الفوسفات والبوتاس لضمان استجابة كاملة لمطالب المحتجين وهو ما حدث.
نستطيع أن نسرد عشرات الحوادث المماثلة ضد الممتلكات الخاصة والعامة , بزعم عدم تحقق المكاسب وبهدف وضع اليد على أراض تزعم تجمعات لا تخفي هويتها ملكيتها لها حتى لو اقتضى الأمر تخريب وتدمير ما عليها من مشاريع , وتهديد و»تطفيش « إدارات هذه المؤسسات والعاملين فيها.
الإحتجاجات , لتحقيق مطالب إقتصادية وإجتماعية سلوك مقبول , إذ يلتزم بالقوانين وبأساليب التعبير الحضارية وعبر مؤسسات المجتمع المدني , لكنه ليس كذلك إن كان فوضويا وتعجيزيا وتدميريا , يضر بالإقتصاد وبمصالح المجتمع , لكنه أيضا سيكون في ذروة السلبية إن ووجه بغض الطرف أو بالإنصياع.
الرسائل السلبية وصلت للمستثمرين , ففي الأنباء أن بنك الاستيراد والتصدير الكوري سيسحب أو أنه قد فعل , القرض الميسر لمشروع المفاعل النووي والبالغ 70 مليون دولار , وليس سرا أن ذات الأفكار قد خطرت على بال كثير من الشركاء في الإستثمارات المتنوعة.. فماذا لو حدث ذلك , فمن المستفيد ومن هو الخاسر ؟... هو الأردن بلا أدنى شك. ( الرأي )