المواطن والمسؤول
![المواطن والمسؤول المواطن والمسؤول](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/16286.jpg)
عندما يشغل شخص ما موقع المسؤولية ، ويصبح من الشخصيات العامة ذات التأثير في المجتمع تصبح عملية مراقبة جميع خطوات هذا المسؤول امرا هاما للغاية لان كل خطوة ستكون ذات تاثير على حياة الناس، ومصالحهم، وعليه فان هذا المسؤول يجب ان يكون جريئا وصريحا في نقده لذاته اولا قبل ان ينتقده الغير.
ان المسؤول هو ذلك الشخص المؤتمن على موقعه وعلى المهام التي يقوم بها فإذا فشل فأن عليه ان يعترف بخطأه ويرحل ويترك مكانه لشخص اخر ولا يتشبث بكرسيه من اجل المصالح الخاصة .
فاحترام الشخص يتعاظم في نظر الناس عندما يعترف بخطأه ولا يتهرب من المسؤولية عن ذلك الخطأ لا ان يلقيها على ظهور الاخرين اوسرقة نجاحاتهم .
كثيرا ما نرى البرلمانات واللجان في العالم الغربي وهي تستجوب المسؤول الذي يدلي امام الناس بالاخطاء التي ارتكبها ؟ اما في العالم العربي فأننا لا نسمع عن الاخطاء الا بعد مغادرة المسؤولين مناصبهم وحتى اذا اعترف فأن اعترافه يأتي متأخرا .
لا نريد ان تغيب المصداقية عند المسؤول لانه وبكل صراحه عندما لا يقوم بواجباته حق القيام ويكون كل همه المنافع الشخصية او الفئوية فأنه يسقط من نظر المواطن و ينظر اليه بعين الشك والريبة ايا كان موقعه.
نريد لمن يتبوأ منصبا ايـا كان ان يعرف انه وجد في هذا المكان لخدمة المواطن لا ليكون المواطن في خدمته ،لان مواطننا يعاني كثيرا من المشاكل التي يكون حلها في يد المسؤول ذي الامكانيات اللازمة لحلها هذه .
وهذه نصيحة لكل المسؤولين .. كونوا على تواصل مع الناس الذين لا يجدون فرص عمل أو يعانون من تعقيدات في الإجراءات لديكم أو يعانون من انتشار الفساد والواسطة والمحسوبية وغيرها من ظواهر المعاناة التي أصبحت مرسومة على وجوه كثير من الناس .
وبكل صراحة لا يكفي مجرد وصول الصوت الى المسؤول بل التأكد من تفاعله معه وان يرى الناس سعيه الحثيث للوصول الى الحلول ، لان المصيبة العظمى تكمن في اليأس الذي سيتملك المواطن اذا احس انه لا فائدة من الشكوى وألا حياة لمن تنادي.