قصة معاق عقلي تخلت الحكومة عن رعايته

تم نشره السبت 02nd أيّار / مايو 2009 03:48 مساءً
قصة معاق عقلي تخلت الحكومة عن رعايته
المهندس زيدان قريع

انني مواطن اردني واب لاسرة من سبعة افراد اصيب ابني عبد الله بمرض الذهان الطفولي الحاد وهو في سن الثالثة من عمره وعالجته على نفقتي حتى بلغ 14 عام وعند ذلك اصبح عدواني الى درجة خطيرة جدا واصبحنا نعيش في رعب وخوف على مدار الساعة خوفا عليه وعلى انفسنا وعلى الجيران .

التجأت الى وزارة التنمية الاجتماعية لمساعدتي في ادخاله الى احد مراكزهم وكانت الاجراءات معقدة الى درجة يستحيل وصفها حيث التجأت الى كل من الديوان الملكي العامر والى النواب والى وزير الداخلية ومحافظة العاصمة وحماية الاسرة والمركز الوطني لحقوق الانسان ولمنظمات حقوق الانسان وللصحافة المحلية وقبلوه لمدة عام ثم اخرجوه ثم اعادوا قبوله وفي كل عام التجئ الى كل هذه المؤسسات لتجديد اقامته عاما اخر اما في هذه السنة فقد اصر المسؤولون عن شؤون المعاقين في وزارة التنمية الاجتماعية على عدم قبوله بل وطردوه من المركز وارسلوه الى والدي عن طريق الامن العام وبدون اي ادوية واجبروا والدي على التوقيع على استلامه .

التقارير الطبية الصادرة عن وزارة الصحة والمركز الوطني للصحة النفسية تشير الى ان المريض يعاني من مرض الذهان الطفولي الحاد بالاضافة الى تخلف عقلي متوسط الدرجة وبحاجة الى رعاية وايواء طوال حياته ويجب ان يدخل احد مراكز وزارة التنمية الاجتماعية المعدة لذلك، وانا والد المريض مهندس متقاعد من نقابة المهندسين الاردنيين بسبب المرض بنسبة عجز 85% وراتبي 350 دينار واسكن بالاجرة كما ان امه تعاني من مرض السكر المزمن ولا نستطيع حماية انفسنا منه ولا السيطرة عليه.

واسأل لو كان هناك قانون يحاسب المسؤولين على اعمالهم هل كان يجرؤ المسؤولين عن رعاية المعاقين في وزارة التنمية الاجتماعية على طرد معاق عقلي وعدواني وبهذه الطريقة اللاانسانية ضاربين بعرض الحائط كل المبادئ والقوانين والقيم الانسانية وانني احمل المسؤولين في رعاية المعاقين اي جرم قد يقوم بها بني المعاق نتيجة لطرده من المركز .

ماذا يريد مني المسؤولين في مديرية شؤون المعاقين في وزارة التنمية الاجتماعية ؟ ان اعرض نفسي واسرتي والمجتمع للخطر من وجود معاق عقلي وعدواني يعيش بيننا ولا يعرف ماذا يفعل ، ايعاقبونني لان عندي ولد معاق ؟ اليس رعاية هؤلاء المعاقين من واوجبهم ؟ اليس لهم قوق وواجبات على الوطن .

ام يريدون مني ان الجأ الى عرض قضيتي على القنوات الفضائية المحلية والعالمية وعبر الانترنت والصحافة المحلية والعالمية ومنظمات حقوق الانسان الدولية للبحث عن اي دولة تحترم حقوق الانسان وحقوق المعاقين ويوجد للانسان فيها قيمة لرعاية ابني المعاق .

ما ذنبي اذا كان المسؤولين عن رعاية المعاقين في الوزارة لم ينشئوا اي مبنى جديد لرعاية المعاقين منذ ما يقارب 20 عاما ولا يوجد عندهم سوا مركزين من القرن الماضي, الاول في جرش اقيم عام 1981 والثاني في الكرم اقيم عام 1990 ولا يتسعوا لاكثر من 250 مريض ويوجد على قوائم الانتظار اكثر من 1500 مريض مما يعني ان هؤلاء المسؤولين لا يخدموا سوى 15% من مجموع المعاقين عقليا وهؤلاء هم الاكثر الما ومعاناة وتدميرا على اسرهم اما ال 85% من المعاقين فالمسؤولين رافعين ايديهم عن خدمتهم ورعايتهم.
وآسأل كيف يتحقق الامان الاجتماعي اليست رعاية وايواء وعالج هؤلاء لمعاقين من واجبات الدولة اليس لهذه الاسر التي تعاني وتعيش في جحيم حقوق مقلما عليها واجبات فلماذا تتخلى الدولة عن واجباتها عندما تحتاجها هذه الاسر .

حقوق المعاقين التي تنبثق من المبادئ التي وردت في المواثيق الدولية ضمن منظومة حقوق الانسان ووقعت عليها المملكة هل هي مبادئ انسانية ام حقوق واجبة التنفيذ؟

انني احاول ومنذ اكثر من سنة مقابلة الوزيرة وللحق انني اسمع عنها انها انسانية ومتفهمة جدا للقضايا الانسانية ولكن ما ذنبي اذا كانت مديرة مكتبها وكبار المسؤولين في شؤون المعاقين لم يسمحوا لي بمقابلتها لاشرح لها هذه المأساة الانسانية فماذا اعمل؟

وهنا اذكر الجميع بقول الله سبحانه وتعالى (وقفوهم انهم مسؤولون) وبقول الرسول عليه الصلاة والسلام (من اكبر الكبائر الشرك بالله والاضرار بالناس) وايضا بما قاله الملك حسين رحمه الله (الانسان اغلى ما نملك) واذكرهم بقول جلالة الملك عبد الله حفظه الله عندما طالب برد قاسي على اي اعتداء على الاطفال او الاساءة اليهم لان في هذه الجرائم تخريبا للمجتمع وخطرا على الجيل الجديد وقال من غير المسموح ان يعتدي او يساء الى اي طفل في الاردن وشدد على ضرورة تفعيل القانون وايقاع اقصى العقوبات بمرتكبي هذه الجرائم وقال جلالته لا تراجع في هذا الموضوع مشيرا الى احترام حقوق الناس من جميع المجالات وخصوصا الطفل والمرأة ، هذه رؤية جلالة الملك حسين رحمه الله ورؤية جلالة الملك عبد الله حفظه الله ولكن على ارض الواقع انظر كيف يطبق المسؤولين عن رعاية المعاقين في وزارة التنمية الاجتماعية هذه الرؤيا.

رغم هذه المأساة التي اعيشها وعائلتي الا انني متفائل جدا بوجود الخير والخيرين في بلدنا وعلى رأسهم جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو الامير رعد في حل مشكلة ابني المعاق عبد الله قريع وارجاعه الى مركز جرش للرعاية والتأهيل وفي ايجاد حل جذري لرعاية وايواء هؤلاء المعاقين عقليا ببناء وايجاد مراكز جديدة لهم والاهتمام بهم.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات