مؤتة الحرف والقلم والبندقيه
قال تعالى "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا عسى يوما يكون له انفراج
أعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
ان مما يورث الهم والحزن والغضب ويشتت القلب ويكدر صفاءه واستقراره وهدوءه أحداث العنف التي تعرضت لها جامعة مؤتة مؤخرا؛ فظاهرة العنف الجامعي الآخذة في التنامي في أوساط المجتمع الأردني التي أصبحت ذات انعكاسات سلبية على الجميع و "ما يعانيه المجتمع الأردن حالياً هو ثقافة العنف بحدّ ذاتها، التي لم تكن وليدة للظروف التي نعيشها ، بل في تجذرها كثقافة خاطئة عبر التربية والممارسات اليوميّة وتغذيتها بدلاً من التخفيف من حدتها ". أنّ صفاتٍ كـ "العصبيّة وردّ الاعتبار وردّ الصاع صاعين واستعراض القوّة والعضلات والتأهبّ العصبيّ المستمرّ " هي من ضمن مفردات التربية الأسريّة الخاطئة في مجتمعنا، ما أدّى لترسّخها في "نفسيّة ومزاج أفراد المجتمع "، التي لن تزول إلاّ بـ "تقويم هذه التربيّة "و تنامي هذه الظاهرة يعود إلى "الجهل والتخلف وضعف الوازع الديني لدى مرتكبي هكذا عنف "، مؤكدا أن "من يستخدم يده لا يستخدم عقله .
كيف نستطيع أن نخفف من حدتها (كثقافة خاطئة) لمعالجة السلوك البشري؟
لا بد من الوقوف على العوامل والأسباب التي تغذي العنف الجامعي في أي مجتمع وهي في مجملها:-
الوضع الاقتصادي(الفقر)، مشكلة التعصب للعشيرة، البعد عن الدين والتسامح، غياب الرقابة دور الأسرة، دور المدرسة والجامعة، دور المجتمع، ، البعد عن الأخلاق، ، الاختلاط ومعاكسة الطالبات والواسطة والمحسوبية، وسائل الأعلام، البطاله، والفراغ الطويل عند الطلبه دخول الحرم الجامعي لغير الطلبة وقرارات الجامعة في تعيين أعضاء الهيئة التدريسية بإعلانات مفصلة مسبقا لإناس معنيين بعيدة عن النزاهة والتنافس ، وعدم وضوح مسؤولية الأمن الجامعي وتهاون أدارة الجامعة في اتخاذ القرارات الحاسمة بحق المخالفين.
فأن مواجهة هذه الظاهرة وحلها يتوجب ما يلي:
*- أهم وسائل الوقاية هي التربية السليمة التي تقوم على الدين وتكون تربيه تركز على الفضيلة وعمق الانتماء للوطن والأمة وتقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.
*- دور العشيرة كركيزة أساسيه في بناء المجتمع الأردني والعمل على محاربة هذه الظاهرة وتفعيل العادات العشائرية الايجابية.
• تعزيز دور المؤسسات التربويه والتعليمية في نشر القيم الانسانيه النبيلة ودور الجامعات في تحمل العبء الأكبر في هذا المجال والرقابة في عملية دخول الحرم الجامعي لغير طلبتها.
. تدريب الجميع على الحوار وممارسته ممارسه عمليه في جميع المواقع، على ان تكون حوار هادف لا حوار لإضاعة الوقت ولا قيمه لنتائجه على ارض الواقع“.
• تعزيز دور الإعلام الايجابي في إطار نبذ العنف والاحتكام إلى القانون
- ضرورة تطبيق مبادئ العدالة والمساواة على الجميع إمام القانون، ليشعر الطلبه بأن حقوقهم لن تضيع. وان الكفاءة هي المقياس فيحرص الفرد على التميز .
- على الأسرة والعشيرة ان تحرص على تشجيع أبنائها على التميز، العلمي والأخلاقي ليكون مفخرة لهم امام الجميع.
- أهمية مراجعة القوانين والتأكد من مواءمتها للواقع، والتأكد أن العقوبة تناسب الحدث أو الخطأ المرتكب،فالأصل ان تكون العقوبات رادعه وان تطبق على الجميع بعدالة دون محاباة.
وبذلك نضمن بشكل كبير الحد والتخفيف من هذه الظاهرة ونحن نعرف أن الأمن والاستقرار مرتكزات أساسية لتنمية الحياة المجتمعية .