المستريحي يكتب : وجيه العزايزه، أجندات عنوانها "الإنجاز الوطني "

المدينة نيوز – خاص – كتب محمد المستريحي - : إبان حكومة الدكتور معروف البخيت الثانية وإثر تعديل وزاري على الحكومة، وخروج الوزيرة السابقة سلوى الضامن التي كانت تتولى حقيبة وزارة التنمية الإجتماعية، استشعرنا خيبة الأمل حيث كنّا على علم بما في جعبة الضامن من رؤى وبرامج وخطط طموحة جداً كان من شأن تحقيقها أن نلمس إنجازاً حقيقياً. وكان سبب استشعار الخيبة أننا على يقين تام بأن أي وزير قادم لن يبني على خطط وبرامج سلفه، بل يقلل من شأنها ويهملها تماماً، مما يجعلنا أن نعود الى نقطة الصفر، وهو حال كمن يحرث البحر.
وحين تناهى الى مسامعنا أن المهندس وجيه عزايزه تولى حقيبة وزارة التنمية الاجتماعية، خلفاً للضامن، استبشرنا خيراً لما للرجل من سمعة طيبة - للشخص وللإنجاز- خاصة وأنه قادم من دائرة خدمية يتشابك فيها السياسي مع الأمني والإقتصادي مع الإجتماعي، فكان وطوال سنوات توليه منصب مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية، يحقق النجاح تلو النجاح ولم يُسجّل عليه أية إخفاقات. وكما كنّا على علم برؤى وبرامج وخطط الضامن، ورغم خشيتنا من المناخ السائد آنذاك ودهاليزه التي تكتنف الكثير من المطبات والعراقيل التي كانت تتبناها عقليات جائرة وهدامة، إلا أننا كنّا يقين بأن العزايزه لن يضيره ذلك وهو قادم وفي جعبته الكثير لتحقيق رؤية ورسالة وفق فلسفة من طراز رفيع من شأنها أن تبسط إنجازات على أرض الواقع يؤشر اليها وعليها بالبنان.
لكنها الرياح وكعادتها لم تأت كما تشتهي السفن. فلم تمض أربعة أشهر على تولي الوزير منصبه حتى جاء نبأ رحيل البخيت وحكومته، وهي فترة قصيرة جداً لم يكن بإمكان العزايزه من تنفيذ أية إنجازات حقيقية خلالها سوى إنجاز العمل الإداري الروتيني. وهنا لم نستشعر بخيبة أمل فقط، بل بغصة حقيقية، حيث كادت مرحلة الإنجاز أن تبدأ، وعلى ما نعتقد أن باكورتها الأولى كانت إطلاق الإستراتيجية الوطنية للأيتام والأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، وتنفيذ خطة إصلاح قطاع الرعاية الاجتماعية، ومراجعة نظام مراكز ومؤسسات الأشخاص المعوقين وتفعيل أسس الرقابة والتدقيق الداخلي. لكنه "الرحيل " وعلى وجه السرعة، كان العقبة في وجه التنفيذ.
يوم السبت 12/5/2012 أقسم العزايزه اليمين الدستورية أمام جلالة الملك كوزير عائد للتنمية الاجتماعية في حكومة الدكتور فايز الطراونة الحالية. ويوم الأحد 13/5/2012 بدأ أول أيام عمله، وعاد استبشارنا بالخير لأن القادم على معرفة ودراية بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وأنه ليس هناك أي مدعاة لوقت ضائع هنا أو هناك، وأن مرحلة الإنجاز ستبدأ من فورها. لكنها وللأسف ذاتها الرياح العنيدة، وكأنها رتبت مواعيد هبوبها مع قدوم العزايزه، وهذه المرة كانت رياح عادية، بل عاصفة هوجاء، لم تسعفه لإلتقاط أنفاسه، ووجد نفسه في خضم مهمة لا يستطيعها مسؤول عادي أو تقليدي، وأمام تكليفات وتوجيهات سامية، لا يقدر عليها إلا رجل همته وعزيمته عالية.
شهران مضيا على مقارعة العزايزه للأمواج والعواصف التي تلطم بالسفينة، إلا أنها لم ولن تقدر على الإطاحة بالشراع، فالرجل على قدر العزم. ولا نذيع سراً حين نؤكد أن انجازات اجتماعية ووطنية عديدة تلوح بشائرها تستند على خطة شمولية ثمارها آتية دون ريب ولا محالة. وهذا ليس رهاناً بقدر ما هو يقين لأن التزام العزايزه موصول بإيمانه بالوطن وأهمية تقدّمه على الصعد كافة. وليكون دور الوزارة في أعلى مستوياته محفزاً للأداء ومواكباً للتطور بكل أنواعه، ويعكس مفهوم العمل الاجتماعي التشاركي وليس بوصفه النمطي كسلطة مسؤولة ومواطنيين.
جملة القول وفصله وملخصه.. إن الوزير العزايزه لديه أجندات تعلمها جيداً، عنوانها "الإنجاز الوطني "، وهو يتحرك في الإتجاهات كافة دون كلل أو ملل، ونرى في الأفق جملة من التغييرات والإعدادات بما يشبه إعادة هيكلة من شأنها إعادة توظيب البيت و "تنظيفه "، ونجزم أنه قادر على تحمّل مسؤوليته وقادر على الإنجاز طالما الى جانبه الكثيرين من الأوفياء المخلصين، ومنهم رجل يتولى المهام ويعمل بصمت، سمته العطاء وديدنه العزم والإصرار والعطاء البناء، ونهمس باذن الوزير بأن الزمن قد لا يجود بمثله في كل وقت. لذا وجب إنصافه وحتما ستكون الصورة مشرقة وسيكون قطف الثمار خيراً إن شاء الله.