منّاع يزيح الستار عن المشهد السوري

في حديث طويل ومعمق لفضائية “الميادين” يقدم د.هيثم مناع، رئيس هيئة التنسيق للجان الثورة السورية في الخارج، شرحا معمقا لواقع الازمة السورية، محاولا استشراف المستقبل ، طارحا الحلول ، كاشفا اسباب خلاف هيئة التنسيق مع المعارضة الاخرى “المجلس الوطني السوري” والذي يطلق عليه “مجلس استانبول” ،وسنحاول في هذات المقال تلخيص ابرز ماقاله مناع ، ليقف القارئ على صورة ما يجري في القطر الشقيق ، وكل غايتنا ان يلم بالصورة كاملة للمشهد السوري المأساوي، من خلال معرفة كافة الاراء .
في البداية يكشف مناع عن معلومة مهمة جدا ، نتمنى أن تكون صحيحة ، وهي وجود اتصالات بين ضباط الجيش الحر الموجود في ريف دمشق وغيرها ، وهو كما يقول مناع غير الجيش الحر، الذي تشرف عليه الاستخبارات التركية تدور حول وقف اطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، لوقف نزيف الدم السوري الطاهر، وهو ما يشكل بداية مرحلة انتقالية اصبحت مطلبا للنظام وللمعارضة وللشعب السوري ، وهي ايضا البند الرئيس من خطة عنان ، على أمل الخروج من المأزق الخطير الذي وصل اليه الجميع ويهدد بحرب اهلية طويلة ، وصولا الى تغيير النظام سلميا ،واقامة دولة مدنية حديثة ، تضع حدا للدولة الشمولية وللحزب القائد، ولحكم العائلة والتوريث، قائمة على مبدأ تداول السلطة سلميا ، احتكاما لصناديق الاقتراع.
د. مناع في حديث الذي بثه “ الميادين” مساء الاثنين أمس الاول، أكد استراتجية لجان تنسيق الثورة السورية القائمة على سلمية الثورة، وضرورة التمسك بهذا النهج ، كسبيل وحيد لوقف حمامات الدم التي غطت القطر الشقيق ، وانقاذ الشعب السوري من الكارثة المحققة، التي باتت تحاصره من جميع الجهات ، وهو في ذلك يؤكد رفض هيئة التنسيق تسليح المعارضة ، ويعتبر أن تسليحها ، يصب في مصلحة النظام ، واستراتجيته القائمة على الاحتكام للحلول العسكرية والأمنية ، وفي مصلحة اعداء سوريا وأعداء الثورة ، الذين يتخذون من التسليح ،وسيلة لركوب موجة الثورة، وتدجينها، وادخالها بيت الطاعة .
وفي هذا الصدد يكشف معلومة مهمة ، وهي أن الجيش الحر ، ليس جيشا واحدا ، بل أكثر من جيش ، الا أن اخطر هذه الجيوش، هو جيش استانبول ،الذي تديره الاستخبارات التركية ، على حد قوله، تدريبا وتمويلا وتسليحا ، ويرتبط ارتباطا وثيقا بالمجلس الوطني السوري ، مؤكدا وجود جيوش أخرى ، أهمها الجيش الموجود في ريف دمشق وغيرها ، كما أشرنا سابقا ، وهو ليس مرتبطا باحد، ويتلقى الدعم والتأييد من المواطنين السوريين فقط.
المحور الاخير الذي اطال فيه د. مناع الشرح والتفصيل ، هو موقف الدول الكبرى من الازمة السورية ، مؤكدا وبكل ثقة ، أن واشنطن لن ترمي بثقلها عسكريا، قبل الانتخابات الرئاسية ، وأن ليس لفرنسا وبريطانيا دورا مؤثرا، وان الموقف المؤثر الوحيد هو موقف روسيا وحلفاؤها ، وهم ما تفسره زيارات زعماء العالم الى موسكو ، داعيا الاخيرة الى ضرورة الاسراع بتقديم الحلول، التي تحظى بموافقة الشعب السوري، وتقوم على الانتقال السلس للسلطة . باسرع وقت ممكن، وقبل اجراء الانتخابات الاميركية.
باختصار.... تصريحات د. مناع، رئيس هيئة التنسيق للجان الثورة في الخارج ، تؤشر على الخلاف العميق بين اطراف المعارضة ، ما اعطى الدول الكبرى والاقليمية الفرصة للتدخل في الثورة ، واسهم في اطالة عمر النظام، محذرا من الكارثة التي تنتظر االشعب الشقيق ، ما يفرض على الجميع وقف اطلاق النار فورا ، لحماية الدم السوري، والانتقال الى مرحلة انتقالية، تفضي الى حل سياسي، يمهد لاقامة الدولة المدنية الحديثة على غرار الدول المتقدمة في العالم.( الدستور )