نهاية رجل غير شجاع

ضربة قاصمة تلقاها نظام بشار الأسد بالأمس، من داخل مؤسسته الأمنية، ما يشكل منعطفا بالغ الأثر في مسار الثورة السورية، التي صمدت بقواها الذاتية تقريبا، وهي تجربة فريدة في سياق ثورات الربيع العربي، حيث الخذلان العربي والدولي على أشده، ما دفع الثوار لرفع شعار «ما لنا غيرك يا الله» وهو شعار مؤثر وبالغ الدلالة!
وفيما تـُرك الثوار وحدهم في الساحة، مع كثير من الصداقة بالمراسلة من قبل دول «أصدقاء سوريا» ومع كثير من «التشجيع اللفظي» من قادة عرب وأجانب، تلقى النظام دعما غير محدود من إيران وحزب الله وروسيا، فضلا عن الصين، وهو موقف يلطخ سمعة هذه الأطراف، ويلحق بها عارا لا يزول، خاصة أولئك الذين يتحدثون عن الصورة الهزلية لنظام «الممانعة والمقاومة!» فيما العالم كله يشهد وحشية غير مسبوقة يمارسها نظام ضد شعبه، تأملوا معي ما قاله الهالك آصف شوكت نائب وزير الدفاع وصهر رئيس النظام لشبيحته: أفعلوا ما شئتم من قتل أو اغتصاب أو نهب، ولكن شيئا واحدا لا تفعلوه: الرحمة!
ها نحن نشهد قريبا نهاية رجل غير شجاع، قدم نموذجا أسود لزعيم عربي، لطخ بالسواد مؤسسة الرئاسة العربية، وألحق العار بنادي الدكتاتوريات العربية.. التي بدأت تتداعى أركانها تحت ضربات المنادين بالحرية، رغم الثمن الباهظ الذي يدفعونه..
وفق الرؤية التحليلية المحايدة، تفجيرات الأمس في سوريا تشكل بداية حقيقية لتحلل النظام وتفككه من الداخل، وربما تتلوها تفجيرات أخرى مفاجئة، ومتلاحقة، وهي دليل دامغ على أن النظام بدأ رحلة قد تطول وقد تقصر إلى السقوط والانهيار، والأيام القادمة قد تحمل مفاجآت صاعقة، ما دامت الثورة وصلت إلى الغرف السرية للنظام.
مسار الثورة السورية حتى الآن يفاجىء كل السيناريوهات التي تحدثت عن تماسك النظام ومنعته، وتبعث الكثير من السخرية باتجاه من يتحدثون عن «حل سياسي للأزمة السورية»، فنحن لا ندري عن أي حل سياسي يتحدثون عنه، ولا ندري كيف تسمى ثورة مشبعة بالدم مجرد «أزمة»!!
نشعر بالأسى والحنق من هؤلاء الذين يتحدثون عن حل سياسي، ينقذ نظاما أجرى بحارا من الدم في شوارع سوريا، وقد لا يتورع عن استخدام غازات سامة، ضد شعبه، وفق ما يتوقع بعض المراقبين والخبراء!
نهاية رجل غير شجاع، هي الآن أقرب من أي وقت مضى، فلنستعد لمرحلة ما بعد هذا القاتل، ولننتظر اين تكون المحطة التالية لقطار الثورة العربية!. ( الدستور )