نهاية رجل غير شجاع

تم نشره الخميس 19 تمّوز / يوليو 2012 03:26 صباحاً
نهاية رجل غير شجاع
حلمي الأسمر

ضربة قاصمة تلقاها نظام بشار الأسد بالأمس، من داخل مؤسسته الأمنية، ما يشكل منعطفا بالغ الأثر في مسار الثورة السورية، التي صمدت بقواها الذاتية تقريبا، وهي تجربة فريدة في سياق ثورات الربيع العربي، حيث الخذلان العربي والدولي على أشده، ما دفع الثوار لرفع شعار «ما لنا غيرك يا الله» وهو شعار مؤثر وبالغ الدلالة!

وفيما تـُرك الثوار وحدهم في الساحة، مع كثير من الصداقة بالمراسلة من قبل دول «أصدقاء سوريا» ومع كثير من «التشجيع اللفظي» من قادة عرب وأجانب، تلقى النظام دعما غير محدود من إيران وحزب الله وروسيا، فضلا عن الصين، وهو موقف يلطخ سمعة هذه الأطراف، ويلحق بها عارا لا يزول، خاصة أولئك الذين يتحدثون عن الصورة الهزلية لنظام «الممانعة والمقاومة!» فيما العالم كله يشهد وحشية غير مسبوقة يمارسها نظام ضد شعبه، تأملوا معي ما قاله الهالك آصف شوكت نائب وزير الدفاع وصهر رئيس النظام لشبيحته: أفعلوا ما شئتم من قتل أو اغتصاب أو نهب، ولكن شيئا واحدا لا تفعلوه: الرحمة!

ها نحن نشهد قريبا نهاية رجل غير شجاع، قدم نموذجا أسود لزعيم عربي، لطخ بالسواد مؤسسة الرئاسة العربية، وألحق العار بنادي الدكتاتوريات العربية.. التي بدأت تتداعى أركانها تحت ضربات المنادين بالحرية، رغم الثمن الباهظ الذي يدفعونه..

وفق الرؤية التحليلية المحايدة، تفجيرات الأمس في سوريا تشكل بداية حقيقية لتحلل النظام وتفككه من الداخل، وربما تتلوها تفجيرات أخرى مفاجئة، ومتلاحقة، وهي دليل دامغ على أن النظام بدأ رحلة قد تطول وقد تقصر إلى السقوط والانهيار، والأيام القادمة قد تحمل مفاجآت صاعقة، ما دامت الثورة وصلت إلى الغرف السرية للنظام.

مسار الثورة السورية حتى الآن يفاجىء كل السيناريوهات التي تحدثت عن تماسك النظام ومنعته، وتبعث الكثير من السخرية باتجاه من يتحدثون عن «حل سياسي للأزمة السورية»، فنحن لا ندري عن أي حل سياسي يتحدثون عنه، ولا ندري كيف تسمى ثورة مشبعة بالدم مجرد «أزمة»!!

نشعر بالأسى والحنق من هؤلاء الذين يتحدثون عن حل سياسي، ينقذ نظاما أجرى بحارا من الدم في شوارع سوريا، وقد لا يتورع عن استخدام غازات سامة، ضد شعبه، وفق ما يتوقع بعض المراقبين والخبراء!

نهاية رجل غير شجاع، هي الآن أقرب من أي وقت مضى، فلنستعد لمرحلة ما بعد هذا القاتل، ولننتظر اين تكون المحطة التالية لقطار الثورة العربية!. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات