تكتيك فاشل

إنه مجرد إعادة تدوير لحكاية تكررت في أكثر من كتاب من كتب التراث العربي، ورويت عن عدة عصور مختلفة، وفي ظروف متنوعة، وأنا هنا أمارس حقي كعربي في تدوير التراث، سيما أننا نقع في ذات الأخطاء مرارا وتكرارا ، ونلدغ من الجحر الواحد ملايين المرات ...المهم: تقول الحكاية:
«شاخ الأسد ، فقرّرت حيوانات الغابة استبعاده عن الرئاسة ، واتفقت الحيوانات على أن تسلّم رئاستها إلى الحيوان الذي يقدر على ربط الأسد إلى شجرة ، ويتمّ تنصيب الرئيس الجديد في ظلالها .
كلب ذكي ، ذهب إلى الأسد وقدّم الولاء والطّاعة وقال له :
- ستبقى دائماً وأبداً سيّدي ، ولا أخفيك سرا ً، فقد قرّرت الحيوانات استبعادك عن الرئاسة وإعطاءها لمن يتغلب عليك و يربطك إلى الشجرة ، فما رأيك أن تسمح لي بربطك ، حتى أتولّى أنا هذه الرئاسة بدل غيري الذي قد يسيء معاملتك ، وسأفك ّ قيودك فور تنصيبي ، ولن أنسى لك هذا الجميل ، وستظلّ سيدي دائماً؟
وافق الأسد على هذه الشروط وسمح للكلب بربطه إلى الشجرة .
بعد قليل توافدت حيوانات الغابة إلى الشجرة، واحتفلت بتنصيب الكلب سيّداً جديداً للغابة ، وبدأ الزمر والطبل والدقّ والرقص.
وفي غمرة الاحتفالات نسي الكلب فكّ وثاق الأسد .. وذهبت الحيوانات بعد الاحتفال ، ولم يبق غير الأسد المربوط الى الشجرة .. ولبؤته التي تحوم حوله بلا حول ولا قوة .. وصادف أن مرّ قرد من هناك ، فرجاه الأسد أن يفكّ وثاقه .
ظلّ القرد يعبث بالحبال بشكل ٍعشوائي ّ ، حتى انفكت معه ، وتحرّر الأسد .
قال الأسد لزوجته المصون :
-هيا بنا لنغادر هذه الغابة على الفور .
-ولماذا يا زوجي العزيز ؟!
-لا أستطيع البقاء في مكان يربط فيه الكلب ويحلّ فيه القرد». ( الدستور )