الخيار الثالث للقانون والانتخابات

تم نشره الأحد 22nd تمّوز / يوليو 2012 12:09 صباحاً
الخيار الثالث للقانون والانتخابات
اسامة الرنتيسي

رضينا أم لم نرض، فإن هناك انغلاقا في آفاق العملية السياسية في البلاد، خاصة على صعيد الانتخابات المقبلة.

صحيح أن الازمة السورية وصلت الى مراحل متقدمة تفرض سياقاتها على كل شيء، والكل في حالة انتظار ما ستسفر عنه الايام المقبلة، لكن تبقى القضية السياسية هي المسيطرة على نبض البلاد عموما.

لا حسم نهائيا بأن قانون الانتخاب قد يفتح من جديد بانتظار رؤية الملك، حتى لو كان الجانبان القانوني والشكلي واضحين تماما بأن القانون وصل الى مرحلة التوشيح الملكي.
تعودنا منذ عشرات السنين على أن الغلبة للقرار السياسي، لهذا غابت نقابة المعلمين اربعين عاما قبل أن يتغير التوجه السياسي ويسمح اخيرا بولادتها.

رؤية الملك حاسمة منذ اكثر من عام، وهو يريد انتخابات قبل نهاية العام، شفافة ونزيهة وبمشاركة الجميع، لهذا يسجل في صالح صانع القرار السياسي التقاط اللحظة وتوجيه دفة قانون الانتخاب الى مشروع الاصلاح الشامل، وهذا ما يأمله كل المدافعين عن مشروع الاصلاح الديمقراطي الشامل.
هذه نقطة، اما النقطة الاخرى، فلا يجوز أن يجرنا توجه التيار الاسلامي ومن يلتف حوله باتجاه قرار المقاطعة، ولا باتجاه القانون المطلوب.

حتى الان قرار المقاطعة لا يعكس توجه كل التيارات السياسية والشعبية والعشائرية، فالاسلاميون قرروا مبكرا المقاطعة وتركوا الباب مواربا، وبعض القوى العشائرية اعلنت المقاطعة، وايضا قوى حزبية وسطية، لكن يبقى التيار القومي والتيار اليساري يدرسان قضية الانتخابات، وهما يسيران باتجاه طرح الخيار الثالث للقانون والانتخابات، ولا اقصد بالتيار القومي واليساري فقط الاحزاب المنضوية في ائتلاف القوميين واليساريين، بل باتجاه التيار العريض المنظم وغير المنظم، وقراره سيكون حاسما في قضية المقاطعة او المشاركة.

اما على صعيد القانون، فالمطالبون بالصوتين لا يعلمون انهم يحطبون في مصلحة القوى العشائرية والحزب الاقوى، وهنا بالتحديد جماعة الاخوان المسلمين، وهذا القانون سيكون ظالما للقوى الاخرى، ولا يمنحهم فرصة المشاركة، لذلك علينا جميعاً المساهمة في اقرار قانون يتسع لمشاركة سياسية واسعة بأقل قدر ممكن من الخسائر.

جميعنا معنيون بالبحث عن حلول للاستعصاءات التي تقف في طريق إنجاز الاصلاح، وعلى الجهات الرسمية تقديم التنازلات وذلك للوصول الى اوسع مساحة ممكنة من التوافق، فليس معقولاً ولا مقبولاً الاصرار على التضييق على القائمة الوطنية الى هذا الحد، في الوقت الذي يمكن فيه اعتماد قائمة على مستوى الوطن كله، وهذا ما فعلته مجتمعات غيرنا كثيرة عرفت طريقها باتجاه الاصلاح الحقيقي، ولم تقف يوما عند قوانين تصاغ لمصالح فئات على حساب اخرى، وعندنا للاسف تمت صياغة قوانين لصالح افراد بعينهم.

بعد كل الدمار الذي نشاهده من حولنا، علينا أن نتطلع الى مراحل متقدمة من الاصلاح، ولا تنقصنا التجربة والنضوج للوصول الى مراتب متقدمة من القوانين العصرية الديمقراطية التي تستوعب الجميع، وترفع من شأن بلادنا.  ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات