صُنّاع الإجرام
"المجتمع خربان " الاخلاق متدنية " " الاجرام منتشر " الخ .. هي عبارات الاستهجان التي يطلقها دعاة الشرف والاخلاق في المجتمع امتعاضاً من الفاسدين والفاسدات أخلاقياً والذي يصل فسادهم الأخلاقي حد الانحطاط والاجرام المنظّم والمدروس بعناية.
لكن من دفع بهم الى ما وصلوا اليه ؟! من سبب ايصالهم لهذه الحالة؟! من يعزز لديهم ما وصلوا اليه من بداية الطريق او من وسطها ولم يردعهم اما بكفِّ ايديهم عن السقوط او بإرجاعهم الى طريق الاصلاح بوسائل التأهيل المختلفة؟!
إن المجتمع غالباً ما يصنع المجرم انطلاقاً من البيت وانتهاءا ب .... بديش اقول بخاف انحبس.
فالأب الذي يرسل ابنته أو ابنه الى جامعة ويقطعهم من المصروف اللازم أليس من واجب الابن أو البنت تحصيل المال ليكملوا ما شرعوا به ؟! وبما ان البابا ذاك قطع الامدادات عن الفتاة التي يعصف بها جنسها الانثوي الى لعاب المحترمين اولاد المحترمين فان اولئك المحترمون سيقومون بدور البديل عن الاب بشكل اجباري للفتاة بالانفاق والتمويل مقابل (.....) ,وبالتالي نصنع مومس لم تكن موجودة ولكن دفع بها الاب الموقر الى مهاوي الردى لانه لا يمتلك ذرة رجولة .
والابن سيلجا كما نسمع في الاخبار المجتمعية اما ان يصبح (gay) وارجو ان اكون قد كتبتها صح بالانجليزي او يصبح مروج مخدرات او سارق .
(((( انتبهوا فالابناء والبنات يحتاجون العناية والحنان مهما كبروا ويبحثون عنه ولو في احضان الغريب فلا تتركوهم للغريب فهو غير رحيم)))))))).
اللصوص في المجتمع يُنْتَجون من افرازات ذات المجتمع , فغياب التربية الدينية ووجود حكومات متسلطة تُرزخ الشعب تحت عذاب الفقر , والبطالة والطلاق الذي يفكك ويساعد في تغذية الاجرام خصوصاً لدى ابناء المطلّقين ,وضعف سياسات بديلة لوضع حد للسرقة كتفعيل قوانين العقوبات وايجاد فرص عمل ومساعدات عاجلة ( يعني بدل ما يسرقوها) اللصوص الكبار اعطوا للصغار بما يسد الرمق وترتاحوا من ارتفاع مقلق لكم للجريمة ونسبتها .
ثم يأتي تعزيز لتلك الجريمة حيث تصبح نظرة المجتمع لهؤلاء نظرة التوبيخ والاقصاء والوصف بالاجرام مما يتعزز ويترسخ لدى المجرم ضرورة استمراره بما هو متعارف عليه من صفات في مجتمعه قد وُسم بها الى الابد او الدفع نحو الفتيات مدمنات الجنس والنصب والدخان والممنوعات بانواعها نحو الاستمرار بأزمة الاخلاق تلك ,ويا عيني على هؤلاء المجرمين ذكورا واناثا عندما يكثر عديدهم ويصبحون آباءاً وأمهات وينجبون ابناء المجرمين والمجرمات ـ وخذ لك هالجيل اللي بدهم ينتجوه كيف بده يكون ـ!!!!!!
(((كل هذا امثلة تعتبر غيض من فيض ولكن للتوضيح وايصال الفكرة بالامثلة تلك المقترحة من الواقع))))))).
انا اقول ان صانع الاجرام هو الوالد او الوالدة او اخ او اخت او كلهم مجموعون فقد نسينا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وربما يشاركهم مالكوا الاعلام بما ينشرون من ثقافات او الحكومات بما تمارس من تقصير شديد ,يصنع ذلك كله اجراماً لا حدّ له وبعدها يغذيه ويعززه ,وبنفس الوقت يناشد مدعو الفضيلة ومتصنعوا الدفاع عن الاخلاق بوضع حد لمظاهر الجريمة بكافة الاشكال ونسينا اننا من صنعناهم وضيعناهم وغذيناهم بالاجرام.
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان "
آن الاوان لنوقف صناعة المجرمين باتخاذ كل مؤسسة او كل فرد حسب موقع كل منا دوره والوقوف امام مسؤولياته لاعادة ايضا من ذهب في مسلك الضياع والتيه