ومن كتب عليه خطى مشاها

على خطى فتح تمشي حماس .. ومن كتب عليه خطى مشاها، فالبداية مقاومة وآمال تعانق السماء وثورة لا تقبل التفريط بالحقوق وتقدم التضحيات وقوافل الشهداء ثم يأتي الاحتواء والتطويع والمرونة واذ بها تبز الاعداء مرونة وسلمية؟
فتح البدايات كانت قائدة لحركة التحرر العربية ولكل الفصائل والقوى التحررية في البلاد العربية وكان المتطوعون يأتون من كل بلاد الارض للدفاع عن اعدل القضايا في التاريخ الانساني وانتهى المآل بان تستجدي الاعداء الالتزام بما تم الاتفاق عليه وهو اقل من الحد الادنى من الحقوق.
انتقلت فتح بعد عام 1983 الى صف الاعتدال وعقد زعيمها الراحل ياسر عرفات مؤتمرا صحفيا مشتركا مع حسني مبارك خلال مروره من قناة السويس وبدأت بعد ذلك رحلة البحث عن اعتراف غربي والدلال الاعلامي الغربي الذي حظي به عرفات في تلك الفترة لم يحظ به اشهر نجوم السينما وتم تأهيل صورته ليكون شريك العالم الحر في عقد سلام تاريخي لكن هذا الامر احتاج الى عشرة اعوام توجت في العام 93 ليتم الاعتراف المتبادل بين رابين وعرفات.
لم يحظ مشعل بربع ما حظي به عرفات من دلال اعلامي غربي وانتقل مشعل من دمشق الى عواصم اخرى ومثلما سرت الاشاعات عن التقاء رموز في منظمة التحرير بشخصيات اسرائيلية ويهودية أوروبية خرجت ذات الاشاعات عن حماس ومشعل تحديدا ومثل هذه الاشاعات ضرورية لكي يغدو اللقاء العلني بلا كلف باهظة في وقت ما فالضخ الاعلامي الذي اشتغل على لقاءات عقدتها قيادة المنظمة مع بعض الشخصيات نهاية الثمانينات كانت مفيدة لتمرير اتفاق أوسلو وقد يكون لقاء الرباط الذي جمع المستشار السابق لاسحاق رابين عوفير برانشتاين بمشعل ليس اكثر من تدريب للاذن والعين والحواس لتقبل مشاهد اكثر سلمية مما شاهدنا في اوسلو. ( الرأي )