حلفاء الإخوان واهمون

المدينة نيوز - قبل الاجابة على سؤال: كيف يفكر الإخوان المسلمون، لنطالع ما يجرى في مصر بعد فوز المرشح الإخواني محمد مرسي في منصب الرئاسة.
حتى الآن لم يحدد الرئيس المصري المنتخب إسم رئيس الوزراء الجديد، مما أثار جدلا واستياء في صفوف القوى الثورية، وجموع الشعب الذي يريد البدء في صفحة جديدة عقب نجاح الاستحقاق الانتخابي.
سبب التأخير كما يؤكدها زملاء صحافيون موجودون دائما في ميدان التحرير يعود إلى خلافات مستجدّة في وجهات النظر بين الرئيس مرسي وقيادة جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها، حيث ترفض الجماعة جميع الأسماء التي رشحها إلى الآن، مثل الدكتور محمد البرادعي، والدكتور حازم الببلاوي وفاروق العقدة وكمال الجنزوري. في حين يصرّ الرئيس مرسي بأن يكون رئيس الحكومة القادمة من خارج صفوف الجماعة، وأن يكون قادرا من حيث المهنية والكفاءة على تنفيذ وعوده العاجلة (وعود الـ 100 يوم)، وتنفيذ ما يسمّى "مشروع النهضة"...
وهناك تصاعد في الجدل بين الإخوان والسلفيين، في ظل الخلافات بين الجانبين حول المادة الثانية في الدستور، التي يؤيد الإخوان بقاءها كما هي، في حين يطالب السلفيون بإضافة كلمة "أحكام" إلى جملة "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع". كما يرفض السلفيون اختيار قبطي وامرأة لمنصب نائب الرئيس. لكن هناك مؤشرات للحل بين الجانبين حول موضوع الحكومة بحيث يأخذ السلفيون أربع حقائب، ليس من بينها وزارة التعليم، التي كانوا قد طالبوا بها، مع استحداث حقيبة لشؤون الحج تكون من نصيبهم.
هذا ما يحدث في مصر، اما عندنا، فمثلما كان قرار الاخوان مبكرا في موضوع قانون الانتخاب، كانت ايضا دعوتهم مبكرة على غير العادة لحفل افطار (سياسي واعلامي) أمس الاحد، كرروا فيه مواقفهم السياسية.
يعرف الاسلاميون جيدا انهم رقم مهم عند الدولة في المعادلة السياسية، منذ الخمسينيات، وتغير شكل جلوسهم في الحضن في العشرية الاخيرة، لكن زادت اهميتهم بفضل ما يجرى من تطورات في العالم العربي، لهذا فهم الذين يحددون الان موعد المباراة ومكان الملعب ويختارون حكامها.
ما أود قوله باختصار هنا أن الحركات الإسلامية في عديد الدول العربية تتشابه في تعاملها مع حلفائها، مهما اقترب هؤلاء الحلفاء من الطرح الإسلامي السياسي والعقائدي، وبالضرورة ليست الحال أفضل إذا كان الحلفاء من تيارات ومشارب سياسية أخرى، فدائما لا يحضر هؤلاء الحلفاء عند توزيع الغنائم، وتنفرد هي بالحوار والمكاسب، وحتى بالإقصاء عندما تمتلك عربة "حاملي المايكروفون"، فلا أحد يطمح بالحصول على جزء من الكعكة التي تحضر لهم على طبق ساخن، فشهوة الاحزاب الاسلاموية للسلطة طغت على كل شىء .
(العرب اليوم)