خطط وزارة المياه المستعجلة تعطي الأولوية لمناطق تركز الأزمات في ست محافظات

المدينة ينوز - مع تسارع تداعيات أزمة المياه الحالية بمختلف مناطق المملكة، والتي استدعت تدخلا مباشرا من جلالة الملك عبدالله الثاني، اتخذت وزارة المياه والري جملة إجراءات آنية ومستعجلة، على الفور، لمعالجة اختناقات المياه، في ست محافظات رئيسية.
وكشفت دراسة ميدانية جديدة، أجرتها وزارة المياه والري- سلطة المياه منذ أيام، عن المناطق "الأكثر سخونة" مائيا، حيث تتواجد مواطن الضعف، في وصول المياه لسكانها، وذلك بهدف إجراء سلسلة تدابير علاجية كتغييرات سريعة لخطوط المياه، سواء اكانت عبر إيصال خطوط ناقلة سريعة، لضمان استدامة إيصال المياه، أو زيادة عدد ساعات الضخ، وفق أمين عام السلطة فايز البطاينة.
ويبدو أن التطورات المتسارعة في الأزمة المائية، التي تعانيها مختلف المناطق والمحافظات، وبالتزامن مع اشتداد درجات الحرارة في الصيف الحالي، ودخول شهر رمضان المبارك، وهو المعروف بارتفاع نسبة استهلاك المياه من قبل المواطنين، قد فرضت سطوتها السلبية على الواقع المحلي، ما دفع لتدخل مباشر من جلالة الملك، وتوجيهه الحكومة ووزارة المياه لإيجاد حلول آنية وسريعة لتأمين المياه لسكان تلك المناطق.
واظهر تزايد حجم الشكوى والاحتجاجات من انقطاعات المياه عن مناطق وأحياء عديدة، تحقق بعض مخاوف سابقة، كانت حذرت من تحول الاستياء المتكرر من عدم الإصغاء لشكاوى عدم توفر علاج لحل مشكلة انقطاع المياه صيفا، لأزمة جدية في الوقت الراهن.
وكان جلالة الملك أكد، خلال زيارته لدار رئاسة الوزراء أول من أمس وترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء، على أهمية وضع حلول جذرية مشكلة انقطاع المياه في مختلف مناطق المملكة، واتخاذ إجراءات فورية لتلبية احتياجات المواطنين.
ولفت جلالته إلى ضغوط وتحديات يواجهها قطاع المياه، خلال فترة الصيف، مشددا على ضرورة معالجة سوء الإدارة من قبل بعض الموظفين، وأهمية قيام الجميع بواجبهم على أكمل وجه، بما يصب في مصلحة الوطن والمواطنين.
وقال البطاينة، في تصريحات إلى "الغد"، إن الوزارة/ سلطة المياه عملت بشكل حثيث، على استئجار صهاريج مياه من القطاع الخاص، لنقل مياه الشرب للمواطنين في المناطق التي تعاني مشاكل، خاصة في مناطق الزرقاء والرصيفة والكرك، مؤكدا الالتزام بإيصال المياه الى تلك المناطق عبر الصهاريج في حال وجود عوائق فنية لوصولها.
واستعرض البطاينة العوائق، التي تحول دون وصول المياه لمناطقها المخصصة، معتبرا أنها تتمثل في انقطاعات التيار الكهربائي عن تلك المناطق، جراء "زيادة الأحمال"، أو أي عطل فني بالمضخات، أو كسر خطوط مياه.
وتركزت مواقع تلك الاختناقات على مناطق واقعة ضمن كل من محافظات اربد، والكرك، والزرقاء، والمفرق، وعجلون، وجرش.
وأوضح البطاينة أن الدراسة حددت خريطة تواجد أزمات المياه الحالية في المملكة، مشيرا إلى أن المشكلة تتوزع، في محافظة اربد، على مناطق حوارة، وبيت راس، وحنينة، ولواء الكورة، والبياضة.
أما في محافظة المفرق، فتركزت المناطق، التي تعاني من انقطاع وصول المياه، في حي الحسين، وحيّان الشرقي، وحيّان الغربي، فيما توزعت في محافظة عجلون بين أحياء نمر، وبلاص، وحلاوة والوهادنة.
وأظهرت الدراسة أن المناطق التي تعاني من اختناقات في وصول المياه في محافظة جرش، هي راجب، والنسيم، وقفقفا، والمشيرفة، وبليلة.
أما في محافظة الكرك، فتطال ازمة المياه مناطق ذات راس، المزار الجنوبي، ومدين، فيما تركزت الانقطاعات في محافظة الزرقاء في حي معصوم، والمغيّر، والأمير محمد، وفي كل من حيي الريحاوي وعوجان الواقعين ضمن منطقة الرصيفة، بحسب الدراسة.
وأعلن البطاينة أن من بين الإجراءات، التي تقوم بها السلطة حاليا لمواجهة الأوضاع الطارئة في المناطق التي تشهد سخونة من حيث وضعها المائي، إعادة إيصال تشغيل الآبار المعطلة، أو إصلاح شبكات المياه التالفة أو القديمة، وتوصيل خطوط مياه جديدة لتعزيز واستدامة وصول المياه.
كذلك، تعمل سلطة المياه في الزرقاء على تقسيم منطقة التوزيع المائي لمناطق صغيرة، وحصرها، بهدف ضمان وصول المياه إلى مختلف مناطق الزرقاء بأكملها، إضافة لانتهاء السلطة من تشغيل جزء من الآبار، التي جرى الاعتداء عليها، عبر سرقة محولاتها، فيما يتم العمل على الانتهاء من تشغيل بقيتها.
وعقب تصاعد وتيرة احتجاجات أهالي المناطق الأكثر تأزما بموضوع المياه، لتأخذ منحى أشد عنفا، في المطالبة بحصص المياه "الضائعة" صيفا، بين وزير المياه والري محمد النجار في تصريحات سابقة أن جلالة الملك وجه وزارة المياه للإسراع في تنفيذ المشاريع، التي من شأنها رفع مستوى الخدمة وتحسينها، ومنها مشروع خزان مياه الطيبة، في الكرك.
وقال النجار إن الوزارة سرعت من خطوات بدء تنفيذ المشروع، الذي يأتي ضمن مشروع الحزمة السادسة لمشاريع مياه الكرك، وكذلك مشاريع أخرى لخدمة مناطق الربة والقصر، وتقوية محطة السلطاني لتحسين الضخ إلى مناطق متعددة في الكرك.
وتنتظر الوزارة توفير التمويل اللازم للمباشرة في تنفيذ مشاريع أخرى في مناطق مختلفة من المملكة، تعاني من ضعف وصول المياه إليها، نتيجة قدم الشبكات أو ضعف استيعابها، الناتج عن التوسع العشوائي وازدياد أعداد السكان، كما مع مناطق إيدون وبيت رأس في محافظة إربد ومناطق أخرى في جرش والمفرق وعجلون.
وفيما يتعلق بالزرقاء والرصيفة، أكد النجار أن مشاريع تحدي الألفية الهادفة الى تحسين شبكات المياه والصرف الصحي فيها، سيباشر التنفيذ فيها قبل نهاية العام الحالي.
وستنفذ الوزارة مشروعات بصفة الاستعجال لتلبية حاجة المواطنين في مناطق تعاني من الشح المائي، حيث تم وضع حزمة مشروعات على خطة الوزارة منذ ثلاثة أعوام، ولم تنفذ لظروف عديدة، فيما سيتم تنفيذ بعضها بسرعة وعلى نحو مستقل، منها إنشاء خزان الطيبة في محافظة الكرك.
وتأثرت بعض المناطق بشح المياه، لانقطاع التيار الكهربائي وتلوث بعض المصادر في الأيام القليلة الماضية.
وتعد سلطة المياه لتشغيل آبار جديدة في منطقة المفرق، بهدف تلبية احتياجات الضغط المتزايد على المياه في منطقة الشمال، والناجمة عن لجوء نحو 130 ألف لاجئ سوري الى المملكة بسبب الظروف السياسية الراهنة في بلادهم.
ورغم عمل الوزارة على رفع كميات المياه المزودة لمحافظة المفرق من 500 إلى 700 متر مكعب بالساعة، إلا أنها لا تكفي حاليا بسبب الضغط المتزايد على المياه في المنطقة.
وتتعدد أسباب شكاوى المواطنين من اختلالات عملية توزيع المياه وانقطاعها عنهم، وفق تصريحات سابقة لوزير المياه، الذي أوضح أن الضغط السكاني الزائد في منطقة الشمال "وهي الأقل حظا بالمياه"، هو السبب الرئيسي لذلك، فيما يعد توقف نحو 16 % من مصادر المياه في الزرقاء منذ بداية الصيف وحتى الآن هو السبب الرئيسي لانقطاع المياه عن مناطقها.
أما في منطقة الكرك، فتوجد اختلالات إدارية عملت الوزارة على معالجتها عبر إجراء تغييرات في مديرياتها بغرض توفير متابعة حثيثة حيث ينعكس ضغط العمل المتواصل على موظفيها على الأداء، كما أن الوضع الاقتصادي يلامس كافة القطاعات بما فيها القطاع المائي. ( الغد )