الصيام المنشئ للقلق الجميل
تم نشره الخميس 26 تمّوز / يوليو 2012 12:48 صباحاً

إبراهيم غرايبة
"لا أقسم بالنفس اللوامة"، "إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي".
النفس الأولى جميلة ومطلوبة؛ ففي قلقها الدائم "اللوم" تسعى دائما إلى الأفضل، ولذلك فقد مدحها الله بقسمه بها. والأخرى، بالطبع، هي التي يجب أن نسعى في مقاومتها وتهذيبها وكبحها. وأجمل منهما بالطبع "النفس المطمئنة"، وأظنها حالة مثالية نسعى إلى الوصول إليها، ولا نكاد نظفر بها إلا لحظات قليلة، ثم نعود إلى حالة "اللوامة" أو ننتكس إلى "الأمارة بالسوء"؛ فيبدو أن السعادة في حالتها المطلقة الدائمة ليست موجودة في هذه الدنيا، ولكننا يمكن أن نجد سعادة وجمالا في ذلك "اللوم" أو في محاولة الارتقاء بالذات ومقاومة العيوب والأخطاء والأهواء.
الأزمة النفسية هي كما يقول فرويد عاطفة خبيثة، ومهما كان سببها فإنها مرض يجب أن نتخلص منه. إننا يمكن أن نعالج أنفسنا بالمحاكمة العقلية لتجاربنا وتحليلها، ومساعدة أنفسنا على تجاوز التجربة/ الأزمة؛ كيف نجعل لحياتنا معنى وهدفا نعتز بهما ونسعى إلى تحقيقهما؟ كيف نتخلص من الاكتئاب والقلق؟
بالطبع، فإن هذه الرياضة الروحية لن تلغي أو توقف تجربة سيئة، ولا تجاوزات واعتداءات صادمة منشئة للأزمات والعيوب والعلل، ولن تمنح المال إن كان سبب الأزمة نقص المال.. هذا ما يجب إدراكه منذ البداية لدى كل الباحثين عن الشفاء. الصيام لن يمنحك المال والغنى المادي، ولن يوقف التجاوزات والتجارب والاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها، ولكنه يساعدك على أن تكون أقوى من الأزمة وقادرا على مواجهتها، ويساعدك على حمايتك من نفسك، ويرشدك لتوقف أنت ما تستطيع وقفه، إن كنت الطرف المعتدي والمسبب لأزمة أو صدمة؛ يمنحك "المناعة النفسية" والعزيمة لتصحح أخطاءك، إنه يضعك في مواجهة السؤال: "ماذا يجب أن أفعل؟".
والنفس مثل خزان تحلّ أو توضع فيه الأشياء، أو يكون مغلقا مهجورا؛ فنحن ما نُحِلّ في أنفسنا من أفكار وقيم وعزائم وذكريات ونسيان.. لننظر فيما يحلّ فينا، ما يجب أن نستحضر أو نستبعد من أفكار ومواقف، وما نتذكر أو ننسى، فنحن من نتذكر، ونحن من ننسى.
لن يهبط الحل من السماء على غير موعد، لن يحلّ الصيام مشكلة الفقر والظلم، فالصيام ليس حلاّ، ولكنه يمنحك الطاقة التي تساعدك في الحياة. فأنت، إذن، تستمد من الصيام الطاقة الإيجابية التي تمنحك البصيرة والإلهام، والاحتمال الذي يجعلك أقوى من الألم والصدمة، والإشراق الذي يجعلك أقوى مما أنت.
(الغد)
النفس الأولى جميلة ومطلوبة؛ ففي قلقها الدائم "اللوم" تسعى دائما إلى الأفضل، ولذلك فقد مدحها الله بقسمه بها. والأخرى، بالطبع، هي التي يجب أن نسعى في مقاومتها وتهذيبها وكبحها. وأجمل منهما بالطبع "النفس المطمئنة"، وأظنها حالة مثالية نسعى إلى الوصول إليها، ولا نكاد نظفر بها إلا لحظات قليلة، ثم نعود إلى حالة "اللوامة" أو ننتكس إلى "الأمارة بالسوء"؛ فيبدو أن السعادة في حالتها المطلقة الدائمة ليست موجودة في هذه الدنيا، ولكننا يمكن أن نجد سعادة وجمالا في ذلك "اللوم" أو في محاولة الارتقاء بالذات ومقاومة العيوب والأخطاء والأهواء.
الأزمة النفسية هي كما يقول فرويد عاطفة خبيثة، ومهما كان سببها فإنها مرض يجب أن نتخلص منه. إننا يمكن أن نعالج أنفسنا بالمحاكمة العقلية لتجاربنا وتحليلها، ومساعدة أنفسنا على تجاوز التجربة/ الأزمة؛ كيف نجعل لحياتنا معنى وهدفا نعتز بهما ونسعى إلى تحقيقهما؟ كيف نتخلص من الاكتئاب والقلق؟
بالطبع، فإن هذه الرياضة الروحية لن تلغي أو توقف تجربة سيئة، ولا تجاوزات واعتداءات صادمة منشئة للأزمات والعيوب والعلل، ولن تمنح المال إن كان سبب الأزمة نقص المال.. هذا ما يجب إدراكه منذ البداية لدى كل الباحثين عن الشفاء. الصيام لن يمنحك المال والغنى المادي، ولن يوقف التجاوزات والتجارب والاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها، ولكنه يساعدك على أن تكون أقوى من الأزمة وقادرا على مواجهتها، ويساعدك على حمايتك من نفسك، ويرشدك لتوقف أنت ما تستطيع وقفه، إن كنت الطرف المعتدي والمسبب لأزمة أو صدمة؛ يمنحك "المناعة النفسية" والعزيمة لتصحح أخطاءك، إنه يضعك في مواجهة السؤال: "ماذا يجب أن أفعل؟".
والنفس مثل خزان تحلّ أو توضع فيه الأشياء، أو يكون مغلقا مهجورا؛ فنحن ما نُحِلّ في أنفسنا من أفكار وقيم وعزائم وذكريات ونسيان.. لننظر فيما يحلّ فينا، ما يجب أن نستحضر أو نستبعد من أفكار ومواقف، وما نتذكر أو ننسى، فنحن من نتذكر، ونحن من ننسى.
لن يهبط الحل من السماء على غير موعد، لن يحلّ الصيام مشكلة الفقر والظلم، فالصيام ليس حلاّ، ولكنه يمنحك الطاقة التي تساعدك في الحياة. فأنت، إذن، تستمد من الصيام الطاقة الإيجابية التي تمنحك البصيرة والإلهام، والاحتمال الذي يجعلك أقوى من الألم والصدمة، والإشراق الذي يجعلك أقوى مما أنت.
(الغد)