استنفار «الغذاء والدواء» يكشف انتهاكات صارخة للأمن الغذائي والصحي للمواطن
المدينة نيوز - استنفار حكومي غير مسبوق، مؤسسة الغذاء والدواء تغلق في عمان أكثر من 20 مطعما من الماركات العالمية والمحلية في أقل من أسبوع... يقال إن الصدفة وحدها فتحت ملف المطاعم المخالفة لقانون السلامة الغذائية والصحية والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية واللحوم الفاسدة والمخزنة بطرق غير صحية... والقصة بدأت من جولة تفتيشية عادية لأحد المطاعم في عمان الغربية، لتتحول الى قضية للسلامة الغذائية تشغل الرأي العام وأجهزة الرقابة الغذائية والصحية لما تم اكتشافه من تجاوزات ومواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري.
بعد نحو أسبوع، لم تنحسر «الضجة» التي أثيرت في ملف المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية الفاسدة... والأمر لن ينتهي بالاكتفاء بقرارات إغلاق المطاعم المخالفة لقانون السلامة الغذائية والصحية، ولا أنها «موجة» وعبرت... فهي كشفت وجود انتهاكات صارخة للأمن الغذائي والصحي للمواطن، اكتشفت كميات كبيرة من اللحوم والاسماك والمواد الغذائية التي يستهلكها المواطنون في ظل غياب واضح للرقابة الرسمية على أمنهم الغذائي، وتراخي الجهات المعنية في مراقبة السلامة الغذائية والصحية.
الفساد يضرب قطاع المطاعم بمختلف أصنافها وأنواعها وما تقدم من مأكولات، حيث شكلت لحوم الدواجن والأبقار الجزء الأكبر من الكميات التي ضبطت وهي مننتهية الصلاحية، وغير صالحة للاستهلاك البشري، وطرق تخزينها وتبريدها وعرضها للبيع للمواطنين، أنواع عديدة من الاطعمة والمأكولات التي تقدم للمواطن الأردني وتدخل بيوتهم بلا « احم ولا دستور « تنشر الأمراض، وترفع حالات التسمم وتقتل أحيانا...
إنه استهتار بحياة الناس ينتشر كالطاعون، يطول كل ما يمكن استهلاكه من مواد غذائية، ويطول كل مستهلك، حتى الأطفال فإن «ساندويشتهم « المدرسية طالها الفساد... تجارة الموت في كل مكان، ولا أحد يقدر أن يفلت من عذابها ومفاجآتها تتضاعف يوميا... ثقة المواطن باتت معدومة بكل المواد الغذائية والمأكولات المعروضة للبيع...
عشرات الأطنان من اللحوم المنتهية الصلاحية ضبطت في أقل من أسبوع، وهي كمية قليلة لمئات من الأطنان التي بيعت خلال الاشهر الماضية وهي منتهية الصلاحية، وتناولها الأردنيون في عدد كبير من مطاعم عمان، وذاقوا مرارة انتهاء صلاحيتها وفسادها، ولا يدرون أن تلك المأكولات هي مصدر أمراضهم وعللهم وأوجاعهم وآلامهم.
المفارقة في تتبع « فضيحة المطاعم في عمان « أن فسادها الغذائي فتح صدفة، لتنفرط خرزات «السبحة « بسبب إرادة اجهزة الرقابية الرسمية وتتزايد يوميا أعداد المطاعم المضبوط فسادها والمقرر إغلاقها، ولتكشف فضائح جديدة وخطيرة في ملف الأمن والسلامة الغذائية، ولترصد الغذاء والدواء انتهاكات وتجاوزات خطيرة وغريبة تمارسها المطاعم بحق المستهلك.
الحملة الرقابية المنظمة على المطاعم زرعت الخوف والقلق في نفوس اصحاب المطاعم، فسارع بعضهم الى رمي سلعهم الفاسدة في مكب النفايات تحت جنح الظلام... وآخرون سارعوا الى تصويب أوضاعهم كيلا يكون مصير مطاعهم مماثلا للأخرى.
في ملف الرقابة الغذائية والصحية على المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية، يرصد تقصير واضح ولافت لأمانة عمان الكبرى التي تتلقى يوميا المئات من الشكاوى المرتبطة بقضايا صحية وغذائية عبر وسائل الإعلام وشكاوى المواطنين المباشرة... ولا تجد طريقها للاستجابة والمتابعة... وهو ما يفضح الآلية المؤسسية التي تعمل بها الأمانة لضبط رقابتها الصحية والغذائية على المطاعم والمحلات التجارية فيعمان.
فلا إنجاز يذكر يمكن أن يسجل لأمانة عمان في دورها بمعالجة قضايا السلامة الغذائية والصحية وفرض سلطتها الرقابية عليها...فالأمور «متروكة» على سجيتها والأخطاء تتراكم وتتضاعف والمخالفات البسيطة تتحول الى آثام وخطايا كبرى ترتكب بحق المواطن الذي طالما أوصل شكواه للأمانة ولكن « لا حياة لمن تنادي «...!(الدستور)