الرمثا: لا للفوضى

على موقع الكتروني محلي في الرمثا قرأت عن حملة شبابية محلية أيضاً، عنوانها "لا للفوضى"، وأجد نفسي متعاطفاً بشدة مع العنوان الذي ربما يصلح لأن يرفع في كثير من المدن والبلدات والقرى الأردنية.
لا أعرف إن كانت الحملة قد خرجت من نطاق شاشة الكمبيوتر، واتمنى أن تفعل ذلك في أقرب وقت وأن تبقى محافظة على هدفها كما وضعته حرفياً: "إظهار استياءنا من الوضع الحالي في مدينتنا والقاء الضوء على ابرز المشاكل مع بعض الحلول المقترحة وليس مناصرة هذا وذم ذاك".
الحملة وأعضاؤها يركزون على موضوع النظافة العامة لكنهم يطرقون مواضيع أخرى أبرزها حالة وسط البلد وتداعيات وجود أعداد كبيرة من الاخوة السوريين.
"الفوضى"، كلمة تختصر المشهد العام في الرمثا الآن، وهي فوضى مصنوعة من عناصر اجتماعية وسياسية واقتصادية متشعبة، وتشترك في صنعها أطراف عديدة: حكومية وأهلية، موالية ومعارضة، داخلية وخارجية.
وفي الواقع، فإن انفتاح المجال أمام طرق أنواع شتى من المطالب والتظلمات الفردية والجماعية أدى الى فتح كل القضايا المكبوتة عبر السنين دفعة واحدة، وهناك تنوع وارتباك واختلاط بين أصناف وأشكال التعبير، وتتداخل القضايا فيما بينها، يقابله أداء ملتبس وغير مفهوم ورديء أحياناً من السلطات. وإذا كانت هذه الأمور مشتركة بين كل المدن الأردنية، فإن خصوصيتها في الرمثا أنها ترافقت مع الأزمة في سوريا التي تلقي بظلالها على الحياة اليومية في المدينة، حيث يتداخل العنصر الانساني بالسياسي بالتجاري.
لا أريد الاسترسال كي لا أقع في تحميل حملة "لا للفوضى" عناوين من خارجها، غير أني أرى في المبادرة حساً جماعياً إيجابيا تجاه المدينة، ذلك أنه في ظروف الأزمات فإن حماية المجتمع المحلي تصبح هدفاً نبيلاً.
كل التوفيق للحملة والداعين اليها . ( العرب اليوم )