جهاد جبارة : عندما تتلون حبة القمح بـ " الدم "
المدينة نيوز - خاص - كتب جهاد جبارة - : إفتَح عينيك يا فتى وشاهدني,أنا حقل السَبَل الحورانيّ الذي سقط دمك على قَشّهِ تلك الليلة,بعد الحصاد! .
إفتَح عينيك جيداً,جيداً يا بلال,ثم صَوّب فمك,تسألني نحو أين؟,
-السبطانة؟...لا .
-السبابة التي ضغَطَت على الزناد؟...لا
-على صاحب السبابة؟...لا
بل على قلب المُلقّب بالأسد جُزافاً ,الجاثم في صدور جُندهِ المرعوبين,....الآن يا بلال وبعدَ أن صوّبت فمك جيداً,إبصِق,إطلِق وابلاً من بُصاق عليه,وعلى شاربيه المزعومين,وعلى "كرخانته "التي يُطلق عليها كذباً "عرين ".
إفتح عينيك,وشاهدني يا فتى,أنا الطلقة التي كذبوا عليها فقادوها في مسارٍ حرام,لتعبر رقبتك النحيلة,وتنثر دماً بريئاً كقطرات حب الرمان كان!.
إفتح عينيك بلال,وشاهدني أنا نجمة الصُبْح الرمثاوية التي تقف ليس بعيداً عن قبرك,وليس بعيداً عن أمانيك التي ضاعت تلك الليلة على حواف أنياب جزار سوريا العرب وليست "سورياه "النذل!.
إفتح عينيك يا فتاي الشهيد الجميل,أنا حلب الشهباء,شاهدني كيف أحترق!,أنا حلب الحمدانيين شاهدني برداءٍ من حَدَاد!,أنا حلب سيف الدولة شاهد كيف أنهم استباحوا سيوفي!,أنا حلب "ابو الطيّب المُتنبي "فاسمع كيف أنه يبكيني
كفى بك داء أن ترى الموتَ شافيا وحسب المنايا أن يكُن أمانيا
إفتح عينيك يا بلال,وشاهدني أنا حبّة القمح الأردنية الحورانية التي تلوّنت بدمك,أنا الأثمن,والأصعب,والأقسى يا فتاي,صدّقني لن أستسلم لمنقار طائر,ولا لحجر رحى,سأحفر الأرضَ,وأعبُر رحمها لتحبَل بي وتلد قمحاً شهيداً اسمه بلال!.
يا أعذب الطفولة,كيف أحالوا منك طائراً في الجنّة دون أن يقصدوا؟!
أذّن يا "بلال " واطربنا نحن بالتكبير,ولا تُسمعهم صوتك,فالأنذال لا يستحقون سماع الأصوات الآتية من البعيد هناك في الجنّة!. .
لقراءة قصة بلال انقرهنا