الملك يرى صورة الاحتقان بنفسه

في سهرته الرمضانية مع بعض النخب -التي نقلها لنا الزميل فهد الخيطان- استمع الملك لأراء وضعته في عين الاحتقان المجتمعي الذي تعيشه البلد.
وبعيدا عن الرأي الذي أبداه رجائي الدجاني أمام الملك الذي حمل فيه على الإسلاميين، أو ما قاله حماد المعايطة نافياً الاحتقان.
سمع الملك من أغلبية الحضور -وهم في ميولهم اقرب إلى الموالاة- أراء تحذر من المضي في صيغة الإصلاح الحالية، وتحديدا موضوع قانون «الصوت الواحد».
إذن الملك يستمع اليوم لأطر واقعة خارج المعارضة التقليدية، تقول له إن «الصوت الواحد» مرفوض شعبيا، وإننا بصدد مقاطعة تتجاوز المعارضة لتصل إلى موالين ضاقوا ذرعا بأقلية تدير البلد من خلال مراسم حتمية.
صحيح أن من حضر السهرة لم يكونوا إلا مجرد نخبة من مستوى معين، إلا أنهم يعتبرون بفعل قربهم من مغانم النظام أداة ممثلة لمجس صادق، يصلح لنقل الاحتقان والإشعار بالخطر.
الملك -وفق ما نقله لنا الخيطان- حرص على الاستماع للملاحظات ودوّن بعضها، وقد كلف العين آمنة الزعبي وبسام العموش أن يتواصلا مع الحركة الإسلامية، وفي الخطوة إشارة ايجابية من نوع ما.
ما أعرفه أن الملك كان مصمماً شخصياً على قانون «الصوت الواحد»، ولعل مستشاريه كان لهم الدور في تشكيل هذه القناعة.
لكنه اليوم وربما من خلال استماعه لبعض الأصوات الصادقة هنا وهناك، سيكون بصورة حجم الاحتقان الكبير الذي تعيشه الجماهير؛ ما يستلزم تبدلا في القناعات وإجراء التغيير اللازم، بما يكفل وضع قطار الوطن على سكته الصحيحة.
الملك قلق من الأوضاع في سوريا، لكن الداخل وفق ما أشعره الحضور هو الحل، فصحيح أن جارتنا الشمالية تعيش حربا نتأثر بها، لكنه في المقابل ستكون الآثار أقل شأناً إذا ما تماسكت جبهتنا الداخلية، وتوافقنا وطنيا على صيغة يرضى بها الجميع.
يقال إن الملك سيواصل سهراته مع آخرين، وإنه بصدد اتخاذ مواقف عملية ناجمة عن استماعه للأصوات، وهنا أقول إن الحراكات التي تم تجاهلها إلى اليوم تستحق أن يستمع الملك لها، ويرى حججها بأم عينه.
( السبيل )